الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليم الغير كيفية الدخول على المواقع المحرمة

السؤال

دخلت مقهى للإنترنت في أحد الأيام ووجدت صديقي جالسا, ووجدته يتصفح موقعا من المواقع, وبدون تفكير وجدت نفسي أعلمه كيفية إظهار الملفات المخفية فيه, وللأسف معظمها إباحية, الأمر كله أخذ أقل من دقيقة, وبعد جلوسي تداركت خطئي وطلبت منه أن لا يعلمها لأحد, وبعد فترة وجدت أنه قد علمها لحوالي عشرة أشخاص, فهل أحمل سيئاتهم كلما دخلوا إلى ذلك الموقع والنظر للصور الإباحية, وما السبيل للتكفير عن ذلك الخطأ؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيبدو مما ذكرته أنك لم تكن تقصد تعليم صديقك استعمال وفتح الملفات الإباحية، وإنما كنت تريد تعليمه فتح الملفات عموماً، وقدر الله أن الملفات كانت إباحية، والله تبارك وتعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}، ويقول جل من قائل: وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ {البقرة:220}، وعلى كل حال، فالعبد مأمور بالتوبة في جميع أحواله، وقد نبأنا الله عن نفسه أنه غفور رحيم، وأنه يقبل توبة التائبين، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

فعليك بالمبادرة إلى التوبة وفعل الخير، وبما أنك لم تكن تقصد سوءا، وأنك طلبت من صديقك أن لا يعلم فتح الملفات لأحد، فنرجو أن لا يكون عليك إثم فيما ارتكبه هو والذين اقتدوا به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني