السؤال
سمعت من كثير من العلماء أن أول ذنب ارتكب هو ذنب إبليس عندما أبى واستكبر ولم يسجد لآدم عليه السلام، ولكن سمعت أيضاً أن الله سبحانه وتعالى كان قد خلق الجن قبل الإنس وأسكنهم الأرض فانتشرت المعاصي والذنوب فأرسل الله جيشا من الملائكة فحدثت معركة هائلة بين الجن والملائكة انتصر فيها الملائكة, فأدخل الذين أذنبوا النار, والمخلصون كإبليس في ذلك الوقت أدخلوا الجنة، ثم خلق آدم وسارت الأحداث كما تعلمون , فكيف يكون أول ذنب هو تكبر إبليس وقد أذنب الجن من قبل ذنبه، أفيدونا أثابكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقول بأن أول ذنب عصي الله سبحانه وتعالى به هو استكبار إبليس وامتناعه عن السجود، هذا القول يحتاج إلى دليل من الكتاب أو من السنة، وليس في ذلك دليل فيما نعلم، وإنما قاله بعض السلف ولم يرد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك أيضاً القول بأن الجن سكنوا الأرض قبل الإنس وأفسدوا فيها وأرسلت الملائكة لقتالهم لا نعلم له دليلاً عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، نعم دل القرآن على أن الجن خلقوا قبل الإنس، قال الله تعالى: وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ {الحجر:27}، ولكن القول بأنهم أفسدوا في الأرض وقاتلهم الملائكة يحتاج إلى دليل من الوحي.
فكلا الأمرين لا نعلم له دليلاً وإن كان بعض العلماء قاله، كما أن البحث في هذا لا يفيد الباحث شيئاً ولا يترتب عليه عمل، والأولى بالمسلم أن يصرف وقته فيما يترتب عليه عمل وثمرة، وانظر الفتوى رقم: 1099.
والله أعلم.