الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسمية قبل عمل محرم أو فيه شبهة

السؤال

هل إذا كان الإنسان معتادا على التسمية والذكر في أي عمل ومن تعوده سمى وهو مقبل على عمل من الممكن أن يكون به شبهة أو حرام ولكن ذلك دون قصد وذلك لتيسير أمر يستصعب عليه فهل هذا عياذاً بالله يعتبر استهزاء أم من الممكن أن تكون تلك وسوسة وأرجوكم لا تحيلوني إلى فتاوى مشابهة بالنسبة للوسوسة لأني قرأتها كلها وادعوا لي أن يخلصني الله عز وجل من ذلك ولكن أفتونى هل ما أسأل عليه وسوسة أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يرفع عنك الوسواس وأن يربط على قلبك وأن يثبتك على الحق.

واعلم أن التسمية قد كرهها أهل العلم عند الفعل المكروه والمحرم، وقيل بحرمتها فيهما. قال الخرشي بعد ذكر المواضع التي تشرع فيها البسملة: ولا تشرع في حج وعمرة وأذان وذكر صلاة ودعاء، وتكره في المحرم والمكروه وللقرافي تحرم فيهما...

ولكن الذي يوصف بالتحريم من الأفعال والأقوال هو ما فعله المرء عن قصد وتعمد، لا ما فعله خطأ أو نسيانا، لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:5]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه عن أبي ذر.

وعليه، فتسمية الإنسان عند الإقبال على عمل من الممكن أن يكون فيه شبهة أوحرمة، بسبب أنه متعود على التسمية، لا يعتبر استهزاء بالدين.

ولكن الأولى بمثل هذا الإنسان أن يخاف من الوقوع في المحرم وفي ما فيه شبهة أكثر من خوفه من التسمية عند الإقبال على ذلك العمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني