الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في بنك بوظيفة مراقب للغش

السؤال

عرض علي عمل في إطار البنك الدولي للاستثمار كمراقب للغش، هذا سيمكنني من الحد من الغش في الاستثمارات و المشاريع فهل يجوز شرعا العمل في هذا الإطار و هل سيكون ما سأتقاضاه من أجر حلالا أم حراما علما أنني لست مضطرا للعمل في هذه الوظيفة؟ ولكم مني أطيب السلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمل في البنك لا حرج فيه إذا كان يتعامل بالمعاملات الموافقة للشريعة الإسلامية، ويخلو من التعامل بالربا وسائر المعاملات المحرمة. وأما إن كان يقوم بإبرام المعاملات الربوية فلا يجوز العمل فيه ولو في وظيفة مراقب للغش. لأن أي عمل يمارسه المرء في البنك الربوي، يدخل في باب التعاون على الإثم والعدوان. وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

ومعلوم أن الغش حرام، وأن من واجب من استطاع مراقبته والحيلولة دون وقوعه أن يفعل، ولكن حرمة الربا أشد، ووعيده أعظم. فقد توعد الله أهله بالحرب. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة: 278، 279}.

وقال صلى الله عليه وسلم : درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ست وثلاثين زنية. رواه أحمد.

وعليه، فلا يجوز لك العمل في البنك المذكور إن كان يمارس الربا في عملياته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني