الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على المطلقة السكن مع أمها

السؤال

امرأة مطلقة ولها ابنة تسهر على تربيتها تسكن شقة المشكل هو أن أم المطلقة تعارض على استقلاليتها وإرغامها على العيش معها علما أن المنزل ضيق يعيش فيه معها 2 إخوة مما ينتج عنه مشاكل و حين تزور المطلقة الأم كصلة رحم تنهال عليها بشتيمة وأحيانا الضرب أمام البنت الصغرى علما أن عمر المطلقة 50 سنة وملتزمة و حائزة على الإجازة في الشريعة الإسلامية وتشتغل وتلبي جميع متطلبات الأم و الإخوة والأب قبل مماته توفي وهو يرضى على ابنته المطلقة السؤال هل تعتبر المطلقة آثمة إن لم تسكن مع أمها النكدية التي تحب إثارة المشاكل على أقل سبب والمطلقة لا تتحمل المشاكل لأنها تعاني من مرض التهاب الكبد الفيروسي س بسبب ما عانته من قساوة هذه الأم هداها الله وما قاساه الأب وجميع الإخوة لا تحترم الكبير ولا توقر الصغير علما بأنها تؤدي جميع الفرائض الله يغفر لنا ولها وأخيرا جزاكم الله خيرا على تفضلكم بالإجابة كي تريحوا هذه المطلقة التي تخاف الله ولا تريد عصيان الوالدين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المرء أن يسعى في رضا والديه والاستجابة لما يطلبانه منه مما هو مباح وليس عليه فيه مشقة يصعب تحملها، فقد أمر الله تعالى بطاعتهما والإحسان إليهما وربط رضاه برضاهما، فقال تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء:36}، وفي الحديث: رضا الرب من رضا الوالدين، وسخط الرب من سخط الوالدين. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

ويتأكد ذلك عند كبرهما وضعفهما. قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 22-24}.

وقال صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة رواه الترمذي،

فإذا لم يكن للوالدة من يقوم بخدمتها ورعايتها، والقيام بمصالحها، واحتاجت إلى ابنتها المطلقة، فعليها طاعتها بالسكن معها، وعليها بالصبر عليها، واحتساب الأجر، وتراجع الفتوى رقم: 22112، والفتوى رقم:24850،

وأما إذا كانت الأم غير محتاجة للخدمة والرعاية وكان هناك من يقوم بهذا الأمر من الإخوة والأخوات، وكان في سكنها معها مشقة عظيمة عليها، فلا حرج من عدم طاعتها في هذا الشأن، وعليها أن تبرها وتصلها بالزيارة وغيرها، مع محاولة إقناعها بموقفها برفق.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني