الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تجعل من الإنترنت وسيلة نافعة لا مدمرة

السؤال

بداية أرجو الرد على سؤالي هذا بشيء من التفصيل وعدم إحالتي لسؤال آخر وهذا رجاء إلى كرام
أنا شاب عمري 26 سنة و3 شهور من الله على بالهداية من 3 سنوات و8 شهور والحمد لله كان توفيق ربى لي عظيماً حيث إنى بفضل الله بمجرد ما عقدت النية على التوبة تركت كل ما كنت أفعله من الحرام بما في ذلك العادة السرية التي كنت أمارسها من 7.5 سنوات قبل ذلك التاريخ وغضضت نظري بعد ما كنت أجلس في الجامعة لساعات لا لشيء إلا الفرجة على البنات واستمررت على ذلك لمدة سنة ثم التحقت بالخدمة العسكرية سنة أخرى ولكن خلال الخدمة اشترى أخوتى كمبيوتر ومن هنا كانت زلة قدمي والكمبيوتر في بيتنا من سنتين ومن أول جلسة لى على الكمبيوتر وطبعاً كنت لا أعرف شيئا عن استخدامه فبدأت تعلم كيفية التعامل معه وبالتالي التطبيق على جهازنا وما أن جلست عليه وبدأت أتصفح الملفات والمواد التي حملها على الجهاز فما وجدت إلا صور لبنات شبه عاريات وأفلام وكليبات و بعض الدروس الدينية ، وأنا كنت لا أجلس عليه إلا لسماع الدروس الدينية ولكن مرة بعد مرة أدخل وأرى صورة من هنا لقطة مثيرة من فيلم هناك لقطة مثيرة من كليب وطبعاً نظراً لأني كنت أقلعت عن العادة السرية ولا أنظر للحرام فكانت المناظر التي أراها وهى بالنسبة لغيري شيء عادى كانت تثير شهوتي بدرجة جنونية وكأني أول مرة أرى امرأة وعدت للاستمناء مع أول صورة رأيتها في الكمبيوتر المهم أنى كنت في الجيش فكنت أغيب عن البيت شهراً أنسى فيها هذه القاذورات وأستغفر الله كثيراً خلال ذلك الشهر وما أن أعود حتى أرجع النظر لتلك الصور التي زادت عرياً وزاد الطين بلة الأفلام الجنسية التى أحضرها أخي الكبير وحملها على الكمبيوتر وبالطبع كان أخى أيضا حديث عهد بالتعامل مع الكمبيوتر فكان لا يخفي هذه الأفلام ولا يزيلها من قائمة آخر الملفات التي فتحت في الجهاز ووقعت في مشاهدة ذلك مع كل إجازة حتى انتهت خدمتي العسكرية وقعدت في البيت لمدة 1.5 سنة حتى الآن بلا عمل وبالتالي أقضى ساعات طويلة أمام الكمبيوتر ويعلم الله أنى لا أجلس عليه إلا لطلب العلم الشرعي الذي ليس لي وسيلة لتحصيله إلا من خلال الإنترنت الذي دخل بيتنا من حوالي سنة زادت فيها الفتنة لأن إخوتى الاثنين لا يجلسان في الغالب على الإنترنت إلا لتصفح المواقع الجنسية وأنا أقع في مشاهدة ما يفعلونه على الإنترنت كل ثلاثة أسابيع أو شهر مما جعلني أفكر بجدية في عدم استخدام الكمبيوتر نهائياً لأتخلص من هذه الفتنة التى حاولت مراراً التغلب عليها فلم أستطع ولكن كل مرة أرجع في قراري هذا نظراً للفائدة العظيمة التى حصلتها من خلال الإنترنت ومنها الحصول على أشرطة الشيخ ابن العثيمين لشرح المتون العلمية وكذلك حوالي 8 مواقع رائعة أحصل منها على كل ما يهمنى في دينى وأنا والحمد لله أطلب العلم الآن بمنهجية من خلال حفظ المتون وسماع شرحها من خلال أشرطة العلماء ، فأرجو منكم النصيحة هل أترك الكمبيوتر بالكلية حتى أتخلص من هذه الفتنة أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكمبيوتر آلة أنعم الله بها علينا فمن أمكنه استخدامها في الخير كانت مفيدة له بلا شك، فاحرص على الانتفاع منه مع الحذر التام عما فيه من الشرور، فحاول أن تسجل فيه أشياء مفيدة نافعة لعلها تجر إخوانك إلى الخير بدلا من أن يجرك إخوانك إلى السوء بما سجلوا فيه من الخبائث. واحرص على عدم فتحه وحدك بل حاول أن تبرمج مع إخوانك أو بعض أصدقائك أن تتدارسوا فيه برامج مفيدة كالمتون العلمية التي ذكرت، أو دروس من التجويد وتحفيظ القرآن مدارسة جماعية. واحرص على أسباب العفة فتزوج بمن تستعف بها عن الحرام, وأكثر من صوم النفل, وأكثر الأذكار, واحرص على استحضار مراقبة الله دائما, وأكثر من مطالعة كتب الترغيب والترهيب وتذكر تحريمها وأضرارها الصحية والنفسية عليك, وأكثر من نصح إخوتك ونهيهم بالحكمة عن السوء, واستعن عليهم بالأصدقاء الطيبين وبإعارتهم الأشرطة والرسائل المفيدة والدعاء لهم بالهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني