الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال الذي يحصل عليه الموظف الذي غش في الثانوية العامة

السؤال

السادة الأفاضل مشكلتي أيها السادة تعود إلى عشر سنوات مضت أرجو أن يتسع صدركم لسماع قصتي:
كنت دائماً والحمد لله الأول في دراستي في جميع مراحلها إلى أن جاءت الثانوية العامة وذاكرت فيها مذاكرة كبيرة من الألف إلى الياء ولم أضع فيها أي وقت، كان هدفي الالتحاق بإحدى كليات القمة إلى أن جاءت الامتحانات كنت أمتحن مادتين في اليوم الواحد أي أعود من الامتحان لكي أمتحن في اليوم التالي وكنت الحمد لله أؤدي أداءً جيداً وكانت اللجان فيها غش لكنني كنت لا أقوم بالغش لأنني أفضل طالب في المدرسة وفي إحدى الليالي التي سبقت الامتحان كان الوقت ضيقا ولم أستطع مراجعة المادتين بأكملهما فتوترت أعصابي وقلت لنفسي في ذلك الوقت أنني مذاكر هذه المواد مذاكرة جيدة فأنا أولى بالغش من غيري وقمت بالغش في هاتين المادتين من الكتب باعتبار أني قمت بمذاكرتهما جيدا ولم يسعفني الوقت لمراجعتهما ودخلت إحدى كليات القمة ولم أغش فيها ولو مرة واحدة بل طلعت من الأوائل على الدفعة وأصبحت متميزا جداً ولكن بدأت تراودني فكرة الغش في هاتين المادتين فأنا لا أدري إن كنت لم أغش كنت سأجاوب نفس الإجابة أم لا لأنني كنت مذاكر المادتين كويس جدا ولكن لم يسعفني الوقت ليلة الامتحان لمراجعتهما فأصبحت حياتي جحيما لأنني لا أعرف هل أستحق مجموعي العالي أم لا وحتى الآن أرفض الزواج لأنني لا أعرف مالي حلال أم حرام وفي مشاكل مع أهلي لأنني أرفض أقرضهم أي مال باعتبار أني أشك فيه، تكمن المشكلة في أنني أعرف جيداً أن ما بني على باطل فهو باطل ولو كنت متأكدًا أنني كنت لو لم أغش سأحصل على درجات أقل كنت تركت هذا المجال من زمان لكن المشكلة أنني شاطر وكنت مذاكرا ولكن لم يسعفني الوقت للمراجعة فلا أدري لو دخلت الامتحان ولم أستكمل المراجعة كنت سأتذكر المعلومات أم لا إذا كنت لم أغش في هاتين المادتين. أرجو منكم المشورة فأنا أخاف أن أكسب ولو مليما حراما وهذا واضح والحمد لله في عملي الكل يشيد بأمانتي لدرجة في بعض الأحيان تكون أكثر من المطلوب والحمد لله ناجح إلى أقصى درجة ومتفوق عن الكثير من زملائي؟ هل أترك هذا المجال أم أستمر فيه دلوني أفادكم الله فأنا أعرف أن الغش حرام وما بني على باطل فهو باطل ولكن القضية إنني لست متأكدا أنني لا أستحق هذه الدرجات لأنني كنت ذاكرت هاتين المادتين جيداً ولكن لم يسعفني الوقت لمراجعتها وفي الكلية لم أغش كلمة واحدة وطلعت من الأوائل علما بأني قد صليت صلاة استخارة في السنة الأولى من الكلية وربنا وفقني في الكلية وأصبحت من الأوائل فيها وفي عمل جيد هل ذلك علامات صلاة الاستخارة أم أن صلاة الاستخارة في تلك الحالة لا تصح لأنه لا يجوز الاستخارة على أمر حرام؟ أرجو المشورة في هذا الأمر الذي يعذبني لا أستطيع التكلم مع أي أحد أرفض الزواج حتى الآن وأهلي ينظرون إلي على أنني بخيل مع أنني لست كذلك بل لا أريد أن أعطيهم فلوسا حراما؟ ماذا أفعل علما بأنني لا أتقن أي شيء سوى دراستي والعمل في مجال دراستي أرجو الرد سريعا وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الأمانة ليس فيها درجة أكثر من المطلوب، وأن ما ذكرته عن نفسك من المواصفات الحسنة يجعلك أولى بالبعد عن الغش من غيرك، لا أنك أولى به من غيرك.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإنه ليس من شك في أن الغش خلق محرم مذموم لا يتصف به المؤمن الذي يخاف ربه، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة. وأخرج عنه أيضا: من غش فليس مني.

ولكنَّ عملك بالشهادة التي حصلت عليها، إذا كنت متقنا له ومؤهلا، وتؤديه بإخلاص وإتقان بهذه الشهادة، وكنت قد تبت من الغش، فلا حرج عليك -إن شاء الله - في شغل الوظيفة التي يتيحها لك تخصصك، ولا يضرك ما سلف بإذن الله.

ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 8731.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني