الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القيام بتسليم الرشوة للمرتشين إعانة على الإثم

السؤال

صليت استخارة للعمل بأحد الأماكن فحدثت صعوبات شديدة في إتمام هذا الموضوع ولكن مع ضغط الأهل عليَّ أصررت فتم الموضوع وعند الوصول للعمل للمرة الأولى قام صاحب العمل بتخفيض الراتب والمزايا المتفق عليها بشكل إجحافي وتحملت وصبرت ولكني عرفت بعد ذلك أن صاحب العمل يدفع مبالغ رشاوي كثيرة جدا وأنا محاسب فيجعلني أحضر له هذه المبالغ وأضعها في أظرف للمستلمين وأنا أشعر بحسرة شديدة وألم نفسي رهيب بسبب هذا الوضع غير السوي ، أرجوكم دلوني ماذا أفعل أترك العمل أم ماذا أفعل مع العلم بأنه ليس لدي أي عمل آخر حتى الآن ومع العلم أيضا أني عندي يقين كبير في الله سبحانه وتعالى بأني لو تركت هذا العمل فالله هو الرزاق الكريم أفيدونا ؟
جزاكم الله كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على من استأجر شخصا ليعمل له عملا أن يتقي الله تعالى فيه وأن يعطيه كامل أجرته المتفق عليها، فإن من أشد الناس مقتا عند الله رجلا استوفى من الأجير العمل ولم يعطه حقه كاملا ، هذا وكان الأجدر بك وقد تعسر موضوع عملك بعد صلاتك الاستخارة أن تنصرف عنه لأن تعسره إشارة إلى أنه لا خير لك فيه .

أما وقد وقع ما وقع فإنه لا يجوز لك أن تقوم بتسليم الرشا للمرتشين لأن ذلك إعانة على الإثم ، والله تعالى يقول : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2 }

وإن ألزمك صاحب العمل بهذا فيجب عليك ترك العمل فورا ، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني