الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكل المرأة من مال أمها إذا اشتمل عملها على محرم

السؤال

أمي تعمل في مجال صناعة العباءات وملابس الأطفال وعندما سألتها عن العباءات خشية أن تكون مخالفة شرعيا أخبرتني أنها تعمل في ملابس الأطفال فقط ثم عادت لتخبرني أن العباءات التي تعمل فيها غير مخالفة، وقد نصحتها وما زلت أواصل النصيحة ثم علمت من طريق آخر غيرها أن صاحب العمل لا يهتم بكون العباءات غير مخالفة شرعيا، سؤالي وأنا عائلي هو أمي ولكني أعمل في وظيفة حكومية كيف هو التصرف مع أمي بدون أن أعقها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبل الشروط التي إذا توفرت في لباس المرأة كان مباحاً، سواء كان عباءة أو غيرها، ولك أن تراجعي فيها الفتوى رقم: 6745.

وإذا كان النوع الذي تعمل فيه أمك هو من النوع المحرم، فعليك أن تنصحيها برفق ولين، فإن حقها في البر والمعروف ثابت ولو كانت مشركة، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}، وراجعي في كيفية نصيحة الوالدين الفتوى رقم: 13288.

أما بالنسبة لمال الأم فإذا ثبت عندك أن عملها هذا مشتمل على محرم فإن العمل لا يجوز لها هنا، وعليه فإن الراتب الذي تحصل عليه منه محرم، فإذا كان هو الوسيلة الوحيدة عندها ولم يكن لها مال آخر غيره، فإنه لا يجوز لك أن تقبلي الأكل منه أو الشرب أو السكن ما دمت غنية عنه براتبك، ونسأل الله أن يعينك على البر بأمك والإحسان إليها، وأن يهديها إلى صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني