الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث "لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة.."

السؤال

ما شرح الحديث الذي قال فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان) ؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المغيبة هي المرأة التي غاب عنها زوجها كما قال النووي، فلا يجوز لرجل أن يدخل عليها وحده؛ لما في ذلك من الخلوة بها وخشية وقوع الفتنة, ويستوي في هذا غيابه في سفر أو خروجه من البيت لحاجة, وأما دخول رجلين وثلاثة فجائز مع الالتزام بالضوابط الشرعية من غض البصر وعدم خضوع المرأة بالقول عند الخطاب مع الرجال, والتأكد من عدم وقوع المواطأة من الرجال على المعصية لصلاحهم ومروءتهم؛ كما قال النووي.

وقد كان البعد عن الدخول على المغيبات من مكارم الأخلاق المعروفة عند العرب، فقد قال عنترة:

أغشى فتاة الحي عند حليلها * وإذا غزا في الحرب لا أغشاها

وقال ذو الرمة يمدح بلال بن أبي بردة:

يغار بلال غيرة عربية على العربيات المغيبات في المصر

وقد أقر الإسلام هذا الخلق النبيل، وقد رهب النبي صلى الله عليه وسلم من أن يخلف المجاهدون في أهلهم بسوء, ورهّب من الخلوة بالنساء فقال: ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهل فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء. رواه مسلم

وقال: لا يخلون رجل بامرأة. متفق عليه.

وفي لفظ آخر: لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها:47116، 60116، 49078.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني