الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضلية الإتيان بالأدعية والأذكار المأثورة كما وردت عن النبي

السؤال

لدي سؤال: هل جعل الله تعالى البركة في الأدعية التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم بحيث أن قولها باختلاف يسير عما وردت لا يأتي بنفس النتيجة؟ وهل يعتبر الحرص على قول الدعاء حرفيا كما ورد تعظيما زائدا لا يجوز لأنه كتعظيم كلام الله؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدعاء كله خير وبركة, ولكن الدعاء والذكر بالألفاظ التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيرها, فالحرص على تحريها والدعاء بها فيه زيادة فضل وبركة، وهذا في عموم الدعاء, وأما في الأدعية الواردة في أمور معينة ولها فضل معين كأذكار النوم ونحوها فلا تغير ألفاظها بل تقال كما هي, حتى يترتب عليها الحكم المعلق بها. فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة, ثم اضطجع على شقك الأيمن, ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك, وفوضت أمري إليك, وألجأت ظهري إليك, رغبة ورهبة إليك, لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك, آمنت بكتابك الذي أنزلت, ونبيك الذي أرسلت, فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة, واجعلهن آخر ما تتكلم به, قا ل: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم, فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا. ونبيك الذي أرسلت .

وعليه؛ فالألفاظ الواردة لا يتحقق الفضل المنوط بها إلا بالإتيان بها كما وردت؛ وإن كان القائل لها بتغيير وتبديل يحصل له أجر وثواب لأنه قال خيرا, ولكنه لا يحصل على الثواب المرتب من قبل الشرع, بخلاف القرآن فلا بد من قراءته كما أنزل فلا يجوز التغيير والتبديل فيه, ومن فعل ذلك فهو مأزور غير مأجور .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني