الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتفاع الوالد بمال ولده المكتسب من الحرام

السؤال

أنا والدي محافظ على صلاة الجماعة وكذلك يعمل في جميع الفروض.
ولكن المشكلة أنه عندي أخ يشتغل في أحد المنافذ البرية للدولة (رجل جمارك) ويتحصل على أموال بطرق غير مشروعة.
ويعطي لوالدي منها حتى أنه اشترى له سيارة وكذلك نقالا وغير ذلك. ووالدي يفتخر به ويقول إن أخاكم يعطيني الأموال ويعرف مصدرها.
سؤالي هو:
1-هل الأموال التي يأخذها والدي حرام رغم أن عائلته كبيرة ودخله محدود ؟
2- ما الذنب الذي يترتب على والدي؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه متى علم والدك أن هذا المال الذي يأخذه من أخيك هو مال حرام لم يجز له قبوله لأن معاملة حائز المال الحرام في عين المال الحرام غير جائزة، وعلى أخيك ووالدك أن يتوبا إلى الله عزو جل ويردا هذا المال إلى أصحابه إن كانوا معروفين وأمكن رده، وإلا تخلصا منه بإنفاقه على الفقراء والمساكين، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 56934.

هذا، ومسألة افتخار والدك بولده الذي يتناول الحرام ويعطيه منه مسألة خطيرة لما فيها من الرضى بالمنكر والتشجيع عليه، وكان أولى بوالدك وقد علم أن ولده يقترف الحرام أن ينهاه ويزجره لا أن يعينه ويشجعه.

وليعلم أن تحري أكل الحلال من أعظم القربات وآكد الواجبات وأن شخصا لم تنهه صلاته عن الحرام شخص على خطر عظيم، وفي الحديث الذي رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام.. فأنى يستجاب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني