الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قام بحق والديه بقدر استطاعته فقد أدى ما عليه

السؤال

والدتي مريضة ولا تستطيع الحركة وأنا أسكن بعيداً عنها، أتصل بها تليفونياً وأذهب إليها كل أسبوعين كي أطمئن على صحتها، ولكنها في بعض الأحيان تكون غاضبة مني، لأنني لم أذهب إليها، علماً بأن مكان سكنها يبعد عن سكني حوالي 45 دقيقة وأنا موظفة ولدي زوج وأبناء، أتضايق من عتابها لي وأتذمر، فهل علي ذنب مع ظروفي هذه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن منزلة الأم عظيمة، وأن برها والإحسان إليها واجب، وكسب رضاها قربة من أعظم القربات، روى الإمام الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب من سخط الوالد. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 62024، والفتوى رقم: 9911.

ومن القواعد الفقهية الشرعية قاعدة رفع الحرج، ومن أدلتها، قول الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقوله سبحانه: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، فما دمت قد قمت بما تستطيعين من صلة أمك فقد أديت الذي عليك، فنوصيك بالصبر على ما قد تجدين منها من عتاب، خاصة وأن دافعها إلى ذلك في الغالب حنان الأمومة، والواجب عليك الحذر من أن يصدر منك تجاهها أي نوع من الإساءة فتقعين في العقوق، وفي ذلك من الخطر ما لا يخفى.

وينبغي أن تسعي في كل سبيل تستطيعين به تحصيل رضاها، كالإهداء وتقديم العون المادي لها ونحو ذلك، عسى أن تنالي بذلك رضا الله تعالى فتسعدين في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني