الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخراج من أشرف على الموت من المستشفى ليموت بين أهله

السؤال

لي أخت أصيبت بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز حيث انتقلت إليها العدوى من زوجها الذي يعمل بالمهجر، و بعد أن توفي زوجها بسبب هذا المرض أجرت هي تحاليل فتبين أنها حامل للفيروس و بقيت تعيش بيننا مدة تقريبا خمسة سنوات إلى أن بدأت تظهر عليها علامات المرض فأحالها طبيبها الذي يعالجها بالبلدة إلى المستشفى المختص بالأمراض المعدية الموجود بالعاصمة حيث أقامت هناك عدة أشهر إلى أن ساءت حالتها و بلغ بها المرض المرحلة الثالثة أي آخر مرحلة حسب ما أعلمني به الطبيب المشرف عليها بحيث قد أصبحت نحيفة جدا وتبتلع الطعام بصعوبة كبيرة نتيجة التهابات في الجهاز الهضمي مع بعض الأمراض الجلدية الأخرى التي أصيبت بها بحيث كانوا يجرون لها تحاليل الدم تقريبا يوميا بحيث خربت يداها بسبب إبر سحب الدم كما كانوا كذلك يجرون لها بانتظام عملية الكشف بالمنظار للجهاز الهضمي حيث كانت تتعذب كثيرا جراء هذا الكشف لما كان يصاحبه من أوجاع وآلام وجربوا معها جميع أصناف الأدوية لكن دون جدوى لأن مناعتها تكاد تكون منعدمة حسب ما وضح لي الطبيب وكنت أنا على اتصال دائم بالأطباء لمتابعة حالتها، وفي يوم من ألأيام عندما ساءت حالتها كثيرا و لم تعد الأدوية تجدي معها نفعا اتصلت بطبيبها الذي يعالجها بالبلدة وهو طبيب سابق بالمستشفى المختص بالعاصمة وتحدثت معه عن وضعيتها فقال لي بالحرف الواحد إذا كان الموت حق فلماذا العذاب باعتبار أنها بلغت المرحلة الثالثة من المرض أي المرحلة الأخيرة فنصحني بأن أخرجها من المستشفى لتقضي بقية أيامها بالقرب من أبنائها أفضل من أن تتعذب وتبقى بالمستشفى يجرون عليها التجارب بشتى أنواع ألأدوية دون جدوى فتوجهت على الفور إلى المستشفى وتحدثت مع طبيبها المباشر هناك حيث أعلمته بما نصحني به طبيبها الذي في البلدة ألذي كان يعمل معهم سابقا بنفس المستشفى وهو يعرفه جيدا ، في الأول قال لي نحن بصدد علاجها ثم صمت قليلا وبعدها وافق على إخراجها من المستشفى حيث قضت بعد ذلك قرابة ألأسبوع مع أبنائها ثم توفيت ، فهل يا ترى تصرفي كان صحيحا بالعمل بنصيحة طبيبها الذي في البلدة أم كان علي تركها في المستشفى، لقد أرهقني هذا الأمر كثيرا. الرجاء أن تجيبوني وبارك ألله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك فيما فعلت إن كان عن رضى منها، ونرجو أن تثاب على عنايتك بها وشفقتك عليها، وينبغي أن تكثر من الاستغفار لها والدعاء بالرحمة والمغفرة، وللفائدة انظر الفتوى رقم:30645 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني