الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يهجر الابن أمه وإن أساءت إليه

السؤال

أنا شاب ملتزم وأعمل ما يرضي الله تعالى و الحمد لله. أمي تسكن معي أنا وزوجتي علما بأن ليس لها أبناء سواي أنا و أختي. قصتي تبدأ بأن أمي تخاف إخوتها وطوال سنين مضت وهم يسلبونها مالها وهي تسكت خوفا والآن بعد ما كبرت اصبحت لا أقبل بذلك وحصل يوم بأنهم خلال تقسيم الورثة بأن أحد أبناء أخيها سينصب عليها لصالح أبيه بما يعادل 150 ألف دينار(علما أنها استأمنته كمحام لها) اكتشفت الموضوع وحاولت إقناعها بتوكيلي عنها فقط في هذا الموضوع لكنها رفضت خوفا منهم(أختي متزوجة من أخيه) وفي أحد الأيام تظاهرت بالاقتناع وحددنا موعدا للذهاب لعزله كمحام رجعت للبيت ولم أجدها، ذهبت للسؤال عنها في بيت أختي ووجدتها هناك. تكلمت معها ومع أختي بالحسنى لكن الظاهر بأن أختي كانت في صف ابن خالي (وذلك لمصلحة زوجها) وكانت أمي ظاهرا عليها الخوف من أختي حيث إنها ساوتني في المحبة مع ابن خالي أمامها. رجعت لبيتي حزينا حيث كانت الصدمة شديدة من جانبها وجانب أبي خصوصا بأن أبي حرمني من الورثة وكتب الورثة بأسماء إخوتي من أبي لأنني كنت أقف معها دائما ولذلك لا يحبني مع أنه يحب أختي لأنها تجري وراء مصلحتها. علما بأن أختي لاتسأل عن أمي ولا حتى في الأعياد ولا حتى عبر الهاتف، وتذهب أمي لها عندما تشتاق لها، وأنا الابن البار بها. أمي الآن تقول لجميع الناس بأنها هربت لأني أضربها. ربما أنك لاتصدق بأن أما تعمل بابنها هكذا وأنا والله على ما أقول شهيد بأنني بار بها، و بأن حالتي المادية سيئة ومثقل بالديون وهي تعلم ذلك، والنقود التي ستتنازل عنها فأنا ابنها و أولى بها منه. حتى أن زوجتي حزنت لما فعلته أمي علما بأنها جزاها الله خيرا صبرت معي في الضراء ولم تشتك من سوء الحال علما بأن أمي لا تودها ولا تعاملها بالحسنى ولكنها صبرت من أجلي. والآن زوجتي تقول بأنني صبرت كفاية وبعد الذي فعلته أمك وبعد ماكذبت بأنك ضربتها أنا لا أريد أن أعيش معها في بيت واحد علما انها تشتغل الآن وبراتب ممتاز ومستعدة لمعاونتي في البيت. مضى الآن شهران. أنا لم أطرد أمي من البيت هل يعتبر من العقوق أنني لم آت مرة أخرى عليها علما بأنني لست متأكدا من رجوعها معي وكله بسبب أختي. وماذا الآن أفعل مع زوجتي هل أسكنها بيتا وأمي في بيت آخر. علما بأنها لم تكن مرتاحة معها منذ 10 سنين لكنها كانت تصبر من أجلي وخوفا من الله لأنها متدينة جدا وتخاف الله عز وجل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على برك بأمك وإحسانك إليها, وما فعلته معك لا يجوز أن يكون مسوغا لك لترك برها أو التفريط في حقها, بل عليك أن تسعى في التواصل معها والإحسان إليها قدر استطاعتك ومقدرتك. وانظر الفتوى رقم:24850 والفتوى رقم:73417 .

ومن حق زوجتك أن تستقل بمنزل وحدها, وليس في تلبية طلب الزوجة هذا عقوق للوالدة كما سبق في الفتوى رقم:60401 .

ولا يجوز لأحد أن يحرم وارثا من ميراثه كما سبق في الفتوى رقم:45224 .

وخلاصة القول أنه لا يجوز لك أن تهجر أمك وتترك زيارتها بسبب ما بدر منها, فإن فعلت فإن ذلك من العقوق .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني