الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في بنك يقرض بالربا

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
شيخنا الفاضل حفظك الله سؤالي كالتالي :
أعمل ببنك غير إسلامي بحكم النظام المالي المعمول به بدولتي ولكنه في تعاملاته يشبه إلى حد كبير البنوك الإسلامية. شيخنا الفاضل سؤالي يتمثل في أن تفتيني في مشروعية الأجر الذي أتقاضاه عن العمل بهذا البنك هل هو حلال أم حرام علما أني لم أكن أعلم في البداية بأن العمل بهذا البنك يعتبر محرما أو غير محرم شرعا.
ولكي تتمكن شيخنا الفاضل من تقديم إجابة شافية وكافية أعطيك شرحا مفصلا عن كيفية تعاملات البنك مع الحرفاء.
رأس مال البنك ساهم فيه أشخاص طبيعيون موظفون و عمال وإطارات من مختلف فئات المجتمع وكذلك الدولة .
صرف راتب الموظفين يقع عن طريق وزارة المالية وليس من موارد البنك.
خدمات البنك تتمثل في خلق و إنجاز مشاريع لأصحاب المهن والحرفيين و الفلاحين الصغار التي تعوزهم الإمكانيات المالية والذين لا يستطيعون الحصول على قروض من البنوك الأخرى )البنوك الربوية.
للحصول على مشروع يتقدم الباعث بدراسة أولية للمشروع و المعدات اللازمة لإنجازه لدى البنك الذي بدوره يقوم بدراسة فنية من ناحية ضبط المعدات الضرورية و دراسة مالية للوقوف على مردودية المشروع و بعد الحصول على الموافقة يقوم الباعث بإبرام عقد مع البنك يقع تحديد مبلغ القرض طبقا للمعدات المتفق عليها سالفا مع نسبة فائدة تتراوح بين 5% و 8.5% حسب نوعية المشروع نظرا لأن الدولة تقدم تشجيعات لصنف من مشاريع تتمثل في إعطاء منح أو اعتمادات تصل إلى %40 من قيمة المشروع دون فائدة .
بعد إبرام العقد تعطي البنك للحريف بطاقة تزود قصد شراء المعدات موضوع العقد من المزود مع تعهد البنك بصرف قيمة المعدات للمزود على إثر المعاينة للوقوف أولا على التسليم الفعلي للمعدات وثانيا مطابقتها لشروط الكم و الكيف.
شيخنا إن كان عملي في هذا البنك محرما شرعا فماذا أفعل لأكفر عن ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من السؤال أن البنك لا يشتري المعدات اشتراء حقيقيا ثم يقوم ببيعها لمن يريد إنشاء المشروع، وإنما يدفع ثمنها نيابة عن المشتري، ليسترده مقسطا مع زيادة فهذا قرض ربوي محرم، وعليه، فلا يجوز لك الاستمرار في الخدمة فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء. رواه مسلم. وكذلك لا يجوز لك العمل في هذا البنك ولو لم تكن ممن يكتب الربا أو يشهد عليه، لأن في بقائك فيه إعانة له على ما يمارسه من الإثم، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.

وفيما يتعلق بالرواتب السابقة، فبما أنك كنت جاهلا بالحكم الشرعي أثناء عملك الأول فإن المرتب الذي كنت تتقاضاه واستهلكته لا حرج عليك فيه إذا تبت إلى الله بعد ما علمت بحرمته، فإن الله تعالى يقول في حق المال المكتسب من الربا: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:275} .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني