الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحرم أكل جلد الدجاج

السؤال

سمعت في الآونة الأخيرة من أخت لي أن أكل جلد الدجاج محرم هل هذا الكلام صحيح ؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد دل على جواز أكل الدجاج في عمومه ما جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : أنه أتي بطعام فيه لحم دجاج، وفي القوم رجل جالس، فلم يدن من طعامه، فقال: ادن، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه.

قال الحافظ ابن حجر: ( وفيه جواز أكل الدجاج: إنسيه ووحشيه، وهو بالاتفاق، إلا عن بعض المتعمقين على سبيل الورع. إلا أن بعضهم استثنى الجلالة، وهي: ما تأكل الأقذار، وظاهر صنع أبي موسى أنه لم يبال بذلك، والجلالة عبارة عن الدابة التي تأكل الجِلَّة (بكسر الجيم والتشديد) وهي البعر، وادعى ابن حزم اختصاص الجلالة بذوات الأربع، والمعروف التعميم، وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عمر أنه كان يحبس الدجاجة الجلالة ثلاثا). انتهى من فتح الباري.

وإذا تقررت حلية أكل الدجاج فإن جلده مثله في الحلية. قال في مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج: ويلزمه قبول جلد يؤكل عادة مع اللحم كجلد الخروف والجدي الصغيرين والطير والسمك, قاله الماوردي.

وفي المجموع للنووي في بيع الربويات بعضها ببعض قال: وقد صرح صاحب التلخيص بجواز بيع اللحم المسموط في جلده, وقد قال الماوردي: إنه إذا باع اللحم الذي عليه جلد يؤكل كجلد الحدأ والدجاج بمثله ففيه وجهان كالعظم .

ونعتقد أن ما ذكرناه كاف للدلالة على أن ما سمعته من أختك غير صحيح .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني