الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقويم انحراف الأرحام عند زيارتهم بالحكمة

السؤال

أحيانا أذهب مع والدي إلى بعض أفراد عائلتي لكني أجد مشاكل كثيرة إذ أن بيوتهم مملوءة بالمتبرجات، ووالدي يأمراني بترك النصيحة لهن، كما أن ذهابي عندهم يكون سببا في تضييع الوقت وترك الصلوات في المسجد لأنه لو أن المسجد كان قريبا جدا من بيتهم سوف ينهونني عن الذهاب إليه ويبدؤون يصرخون ويسبونني ، فما العمل شكرا لكم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التزاور مع الأرحام مطلوب شرعا لما فيه من صلة الرحم والتواصل مع الأقارب، ويجب البعد عن الوقوع في الحرام عند زيارتهم كالنظر إلى النساء غير المحارم، أو الدخول على امرأة منفردة، أو النظر إلى العورات، ولا بد من الإنكار بالحكمة على من تكشف عورتها، فقد قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور: 30 } وفي الحديث: إياكم والدخول على النساء. متفق عليه .

ويتعين على من يريد صلة الرحم أداء الصلاة في الجماعة، وإلا فليجعل الزيارة في وقت لا يعارض وقت الصلاة، وأما نهيهم له عن الذهاب للمسجد فلا يطيعهم فيه، إذ لا طاعة لمخلوق فيما يخالف أمر الله ، وعليك بالصبر على المواظبة على الطاعات وتوظيف الأوقات فيما يفيد، فيمكن أن تصطحب معك عند الزيارة كتابا تطالعه، ويمكن أن تتحاور مع زملائك في البيت المزور في بعض الأمور المفيدة فتقدم لهم بعض النصائح، وعليك بالصبر على ما قد تجده من اللوم في الذهاب إلى المسجد حتى تتمكن من إقناع أقاربك بأهميته، ولا يمنعك من النصح عدم استجابتهم لك، ولا يمنعك من التواصل معهم وجود بعض الانحرافات عندهم، وإنما يلزمك غض البصر وعدم مجالسة النساء، فإن كان ذهابك إليهم مستلزما للوقوع في المعصية فلا تذهب، وصلهم بالوسائل الأخرى، وتلطف لوالدك في الاعتذار عن عدم الذهاب .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني