الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذب ابنة الخالة هل يسوغ قطع صلتها

السؤال

سؤالي عبارة عن قصة طويلة -عجيبة- سأحاول اختصارها قدر الإمكان.
أختي فتاة جامعية حصل أن صار بينها وبين أحد الشبان على الانترنت عدة محادثات انتهت بأن الشاب قال لها أنه يحبها.
وأختي كانت تحكي لي ولابنة خالتي كل ما يدور بينها وبين الشاب وابنة خالتي حاولت تنصح أختي كي تترك هذا الشاب ولكن أختي كرهت تدخل ابنة خالتي -لأنها أصغر منها سناًً- وقالت إنها تستطيع أن تتحكم بعواطفها وأنها ستتخلص من هذا الحب بنفسها لأنها تعلم أن هذا الأمر محرم.
المهم في القصة أن ابنة خالتي - أصلحها الله- قررت أن تخلص أختي من هذا الحب بطريقة أخرى وهي أن تجعلها تتعلق بشخص آخر ثم يذهب الشخص الآخر من حياة أختي فتتخلص بذلك من الشخص الأول والثاني.
(طبعاً من دون أن تخبر أحداً بخطتها الفظيعة هذه )
وما قامت به ابنة خالتي كان فظيعاً حيث إنها عن طريق الانترنت لعبت عدة أدوار واخترعت لأختي شخصية وهمية وهي عبارة عن شخصية شاب يدرّس في جامعة ابنة خالتي كامل المواصفات بل ومتدين ويحفظ أكثر من نصف القرآن و معجب بأختي ويريد أن يخطبها بأسرع وقت.
والذي حصل أن أختي فعلا وقعت في حب هذا الشاب الوهمي الذي لعبت دوره ابنة خالتي ودون أن أدخل في التفاصيل سأقول ما حصل في النهاية علماً أنني أعلم أنه من الصعب تصديق ما حصل (من دون ذكر التفاصيل) ولكنني أريد أن أصل لسؤالي .
الذي حصل أن ابنة خالتي دبرت بطريقة ذكية أمر هذه الكذبة كلها وفعلاً أماتت هذا الشاب (الوهمي ) عندما حان موعد مجيئه لخطبة أختي وأختي انهارت عندما سمعت بموته لأنها عاشت قصة الحب مع الشاب الوهمي هذا مدة لا تقل عن شهرين وصارت في حالة لا تحسد عليها وكلنا صدقنا أنه يوجد شاب يريد خطبة أختي وأنه مات وكلنا بكينا عليه وابنة خالتي كانت هي التي ترسم كل هذه القصة حتى أنها لم تنس أمر الهدايا راحت تشتري هدايا من ذهب وغيره وترسله لأختي على أنها هدايا من الشاب وجعلت أختي تسافر لتزور قبراً وهمياً على أنه قبر الشاب
المهم أننا أخيراً وبعد أن مات الشاب (الوهمي) بستة شهور اكتشفنا أن قصته كانت كلها عبارة عن كذبة وأنه لا يوجد شاب ولا معجب ولا أي من هذا الكلام وأن ابنة خالتي هي وراء كل هذه القصة الملفقة وهي التي لعبت أدوار الشخصيات كلها من أصدقاء وعائلة الشاب. والذي حصل أننا قاطعنا ابنة خالتي لأننا لم نعد نثق بسلامة عقلها !! فالحالة التي كانت فيها أختي عندما مرت بحالة موت الشاب كانت حالة فظيعة والصخر يبكي عليها فكيف بابنة خالتها التي كانت بكل بساطة يمكن أن تعترف أنه لا يوجد شاب ولا أحد يستحق كل البكاء والحزن ولكنها لم تفعل بل استمرت في الكذبة وراحت تخترع سيناريو آخر أن له صديقا وأن صديقه يفكر أن يخطب أختي وقصصها لم تنته حتى اكتشفت أختي الكذبة وواجهتها بكذبها ولكنها حتى اليوم لا تستطيع أن تعترف أنها هي وراء كل هذه اللعبة بل تحاول كل فترة أن تخترع أشخاصا آخرين وهميين يريدون الانتقام من أختي (حسب زعمها) وهم الذين اخترعوا لها هذه القصة . وبعد كل هذا الكذب فهي تعتب علينا لأننا لم نعد نحكي معها منذ أن اكتشفنا الكذبة وتقول إن علينا ألا نقطع الرحم !! سؤالي: هل ما فعلته يمكن أن يغتفر ؟ وهل علينا أن نتكلم معها من باب صلة الرحم ؟
أختي تقول إنها لن تسامحها حتى الموت . وهي مصرة على ذلك لأن كذبة ابنة خالتي استمرت أكثر من ثمانية شهور وهي ليست كذبة هي آلاف الكذبات . يوميا كان يوجد أحداث لهذه القصة الوهمية. وأنا لم أعد أثق بسلامة عقل ابنة خالتي ولا أثق بأي كلمة تقولها. وأخاف على نفسي من وصلها فماذا نفعل ؟ أفيدوني أفادكم الله .
وعذراً للإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلته بنت خالتك كذب لا يجوز، وعليها أن تتوب منه، والتوبة تكفره وتمحوه، ووقوعها في الكذب لا يبرر لكم هجرها وخاصة إذا علم حسن قصدها، وأنها أرادت صرف أختك عن الوقوع في شباك المفسدين المتصيدين للأعراض، وهجرها للمعصية التي قامت بها مشروع إن كان يرجى من ورائه مصلحة نحو تركها لتلك المعصية أو السلامة من شر قد يقع على من وصلها ونحو ذلك، والعفو والصفح أمر حث الله سبحانه وتعالى عليه في كتابه فقال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشُّورى:40}.

ونحذر أختك من الحديث مع الرجال في الإنترنت وفي غيره، فهو طريق إلى الفساد، والمرأة عاطفية تنساق وراء العواطف، وفيما وقع لها من حُبٍّ وهمي، لرجل وهمي، وزيارة قبر وهمي دليل واضح على مدى العاطفة المندفعة غير المضبوطة التي يستغلها أهل الفساد، ويعبث بها ذئاب البشر، وسد هذا الباب الذي يستغله الشيطان لترويج الفواحش هو الطريق الأسلم، والمهيع الآمن. نسأل الله تعالى أن يحفظ أبناء وبنات الإسلام من الفتن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني