الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تحافظ من التزمت بالحجاب بعد كانت متبرجة

السؤال

أنا فتاة كنت محجبة ثم نزعته وأنا الآن قمت بلبسه مرة أخرى، فترة خلعه كانت سنتين ، فماذا أعمل يا شيخ لكي أكفر عن الكبيرة التي أنا عملتها ؟ وأنا الحمد لله أصلي الفروض والسنن وأقرأ القرآن الكريم وأسمع الأشرطه الدينية والكتب المفيدة، ساعدني يا شيخ وجزاك الله كل الخير عني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عليك أن تحمدي الله تعالى وتشكريه أن هداك للتوبة من هذا الذنب، فقد أمر الله عز وجل في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم نساء المؤمنين بالحجاب ونهاهن عن التبرج، فقال تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33 }، وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ {الأحزاب: 59 }، ولتعلمي أن للتوبة شروطا لا بد من توفرها، وأول هذه الشروط الإخلاص لله تعالى، والإقلاع عن الذنب، وعقد العزم الجازم على عدم العودة إليه فيما بقي من العمر، والندم وهو التحسر وألم القلب على ما صدر من المخالفة الشرعية، فإذا تاب العبد التوبة النصوح بهذه الشروط فإن الله عز وجل وعده بقبول توبته ومحو ذنوبه وتبديلها حسنات، كما قال سبحانه وتعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53 } وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى: 25 } وقال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70 } وما دمت قد وفقك الله تعالى للتوبة فاحمديه على ذلك، واسأليه المزيد من إنعامه والعون على شكره، وعليك بالمحافظة على أداء الفرائض واجتناب النواهي وعمل ما استطعت من أعمال الخير والنوافل والصحبة الصالحة التي تعينك على فعل الخير وتنهاك عن فعل الشر، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك، وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتويين : 59969 ، 5450 ، وما أحيل عليه فيهما .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني