الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الرسائل القصيرة إلى القنوات الفضائية لأجل التعارف والزواج

السؤال

هل إرسال الرسائل القصيرة إلى القنوات الفضائية بغرض التعارف والزواج حلال أم حرام؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على المرأة في أن تبحث عن زوج صالح بالطرق المشروعة، وكنا قد بينا ذلك من قبل، فلك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 10103.

وإرسال الرسائل القصيرة أو الطويلة إلى القنوات الفضائية بغرض التعارف والزواج أو لأي غرض آخر مباح، الأصل فيه أنه حلال ما لم يؤد إلى حرام، وذلك لأن الأصل في الأشياء عموماً الإباحة ما لم يرد فيها دليل تحريم، ولكن هذه الوسيلة ليست هي الوسيلة المثلى للزواج، لأن معرفة حقيقة حال من يراد الزواج منه عن طريق القنوات الفضائية من الصعوبة بمكان.

والوسيلة النافعة المضمونة في كل شيء هي تقوى الله تعالى والالتجاء إليه وحده سبحانه، وتفويض الأمر إليه، فإنه الجواد الكريم الذي لا يرد سائلاً، ولا يخيب آملاً، وبيده خزائن السماوات والأرض، فعليك بطاعته وتقواه وحسن التوكل عليه، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}، ويقول أيضاً: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

فعلى من يريد الزواج -رجلاً أو امرأة- أن يتقي الله تعالى، ويفوض أمره إليه، ويلح على ربه الكريم في الدعاء، ويرضى بما يقدره الله له ويقضيه، ويبحث عن الزواج بالطرق المشروعة المعهودة، فيوصي من يثق بدينه وورعه وحفظه للسر بالبحث له في محيطه وفيما حوله، فعسى أن يكون لديه خبر عمن يصلح لما يريد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني