الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن الحوار مع الأولاد والتجاوب معهم فيما يسألون عنه، وخطابهم بما يفهمون، أمر مهم جدًّا، وعلى المربّي الحكيم أن يسمع سؤال الولد:
فإن كان الجواب عما سأل عنه أمرًا مهمًّا ومفيدًا له، أجابه طبقًا للسؤال.
وإن كان غير مهم بالنسبة له، فلا بأس أن يجيبه بما يفيده وينفعه، وهذا هو الأسلوب المسمى بالأسلوب الحكيم، وبمثل هذا الأسلوب جاء الجواب الرباني لمن سألوا عن الأهلة.
وبناءً عليه؛ فيحسن أن تحدثيه عن أعضائه، وتفيديه أنها نعمة من الله تعالى، حيث تخرج منها الفضلات بغير ألم ولا مشقة، كما يستخدم الفم في إدخال الغذاء، وأنه يتعين الاعتناء بها، وسترها، وحفظها من كثرة حكّها واللعب بها، وأن ذلك قد يؤدي لبعض الأمراض التي تضرّ بحياته المستقبلية.
ولا ينبغي التهرب من أسئلة الولد الحرجة؛ لئلا يلجأ إلى مصادر أخرى تعطيه جوابًا غير مناسب.
وإذا علمت أن عنده معلومات خاطئة مسبقًا، فصححي له الخطأ.
وإذا قارب البلوغ، فينبغي أن يعلَّم بأسلوب مؤدب أحكام الطهارة من الجنابة وأسبابها، وتعلَّم البنات زيادة على هذا أحكام الحيض وعلامته، وما يترتب عليه.
وأما العلاقة بين الأبوين؛ فيمكن أن تجيبيه فيها بالإجمال، فبيني له أنهما زوجان، يتعاونان على تربية الأبناء، والسعي فيما يسعدهم في الدنيا والآخرة، وأن نومهما على فراش واحد أمر طبيعي، وهو ما يعمله كل الناس، ولكنه يتعين التحفّظ من أن يرى الولد منظرًا يريبه، أو يستغربه.
فاحرصي أن لا يقع أمام عينيه أي شيء من الأمور الخاصة التي تقع بين الزوجين، وحاولي تعويده تدريجيًّا على أحكام الاستئذان، وعلى غضّ البصر، وستر العورة، والبعد عن الاختلاط.
وحاولي أن تعلمي الولد في هذا السن الأذكار اليومية، والآداب النبوية، بقدر ما يمكن أن يستوعبه.
وابدئي في تعليمه القرآن، فإذا وصل السنة السابعة، فعلّميه أعمال الطهارة والصلاة، وحرّضيه على القيام بها.
ويحسن أن يصطحبه الوالد إلى المسجد، ويعلّمه الآداب التي ينبغي القيام بها لمن دخل المسجد.
وأما الحديث معه عن موضوع التربية الجنسية؛ فإن أهم ما ينبغي هو تهذيب الغريزة، وتقويم السلوك؛ ولهذا منهج متبع تجدينه موضحًا في كتب التربية الإسلامية التي سنذكرها لك بعد قليل.
وأما الحياة المفتوحة؛ فإن الولد لم يفتحها على نفسه.
فإن لم نفتح له جهازًا خبيثًا في البيت، أو نتركه يمشي لبعض الأسر التي تفتح الأشياء الخبيثة في بيوتها، ولم نكثر اصطحابه للأسواق، أو إدخاله أماكن الفساد التي يرى أو يسمع بها الشرّ، وشغلنا طاقته وفراغه بما يفيد من حفظ القرآن، والحديث معه عن السِّيَر، وبعض أمور الآخرة، وفتح المجال له للترفيه المفيد المباح، وبعض الألعاب الرياضية، فنرجو أن يسلمه الله من شر فساد الحياة المفتوحة.
وأما الكتب المفيدة في هذا المجال الذي تسألين عنه، فمن أهمها:
تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله ناصح علوان.
ومنهج التربية النبوية للطفل لمحمد نور سويد.
ومسؤولية الأب المسلم مرحلة الطفولة لعدنان حسن با حارث.
وقد كتب في هذا الموضوع عدة كتابات، لو بحثت في الإنترنت تجدين كثيرًا منها في موقع: (إسلام أون لا ين)، وموقع (المربي)، وغيرهما من المواقع الإسلامية.
وراجعي هاتين الفتويين: 66709 ، 70105.
والله أعلم.