السؤال
ما المقصود بالباءة؟
هل هو المقدرة على العلاقة الجنسية والمقدرة على الإعالة. إذا الجواب بنعم فما مقدار ذلك وما الذي يكفي في ذلك هل هو متوسط المتزوج في البلد وإذا كان المتوسط عاليا ما نفعل. وتعلمون سيادتكم بأن الإعلام والمجتمع قد رفع المتوسط في العلاقة الحميمة والإعاشة حتى أصبحت لا تطاق ومعلوم أن بعض الدول تمنع أو المجتمعات تحارب الزواج من خارج البلد بحجة بنات البلد أولى ولكن المتوسط عال يا ناس وإن وجدت من تقبل وقنوعة بذلك بأن عشت في متوسط أقل من البلد عشت معيشة ضنكا معيبة منتقدة فكيف السبيل ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا معنى الباءة والمقصود بها وذلك في الفتوى رقم:14223، والخلاصة : أن الباءة في الحديث فسرها أهل العلم بالقدرة على النكاح ومؤنه من نفقة وسكنى وغيرها،
وأما مشكلة المغالاة في المهور وكثرة متطلبات الزواج في كثير من البلاد العربية والإسلامية فهو خلاف ما أرشد إليه الشارع الحكيم؛ كما بينا في الفتويين التاليتين:3074، 30033.
وينبغي للعقلاء وأصحاب الكلمة والرأي في كل مكان توجد به تلك الظاهرة معالجتها ووضع الحلول لها، فظهور تلك المشكلة ليست من مصلحة أحد، فقد امتلأت البيوت بالعوانس، وفشا الزنى وغيره، ولا ريب أن تلك المشكلة من أهم أسباب ذلك، وعلاجها من أنجع وسائل علاجه.
وإذا كان الزواج من خارج البلد الذي تسكن فيه ممنوعا أو له ضوابط معينة فينبغي أن ترفع أمرك إلى المسؤولين وتشرح حالك وما تعانيه ويعانيه أمثالك وهم كثير. فربما يسمح لك بالزواج من خارجه أو يعينوك عليه. ولئن كانوا أوجدوا حلا لمشكلة العانسات من النساء بتلك الطريقة فأين حل مشكلة العانسين من الرجال.
وما ذكرت من معيشة الضنك فيما لو تزوجت بامرأة من أهل بلدك مقتنعة بما رزقك الله - ما قلته من ذلك غير صحيح، فالمسلم ينبغي أن يقنع بما رزقه الله ويعيش في حدود قدراته، وهو بذلك يعيش حياة كريمة، فالغنى الحق هو القناعة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله بأن يقنعه بما رزقه ويبارك له فيه.
والله أعلم.