الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والده يمنعه من الزواج قبل سن الثلاثين

السؤال

أنا شاب عمري 22 و أحاول أن لا أغضب والدي أبدا ولكن والدي يعصي الله كثيرا و يثير المشاكل وهو يقاطع و يغضب على كل من لا يطيع أوامره حتى أن لا أحد يحبه ولا أرى أحدا إلاّ و يدعو على أبي من سوء تعامله مع الناس فكل شيء يقيسه بالنقود المشكلة أنه يريدني أن أنصاع لأوامره و أعمل بالوظيفة التي يريدها "كهربائي سيارات و بنشرجي" و عدة أشياء أنا لا أفهمها أصلا حتى أصبح خبيرا فيها ثمّ يأخذ قرضا ربويا من البنك ليفتح لي بهذا المال شركة!!!!علما أنني جامعي و شهادتي بعلم الحاسوب و هو يملك فندقا و ليس بحاجة لمساعدين و يريد منّي مسايرته و إطاعته بكل شيء إلى سن 30 سنة أي 8 سنوات أخرى و لا يريدني أن أتزوج قبل ذلك أما أنا فأريد الزواج بأسرع وقت ممكن أما الآن فيريدني أن أعمل في مجال الأغاني في الحفلات لأنه يملك صالة أفراح و أنا أرفض لأن الأغاني حرام,فغضب علي و قطع علاقته معي إلى أن أوافقه على كل ما يريد و إن والدي كثيرا ما ينطق بالكفر و شتم الله"حاشا لله",و قد دخل السجن فترة بسبب تهمة الدعارة بالفندق الذي يملكه و بتهمة الزنا علما أن أمي ما زالت طيبة...و أنا أصلا أريد السفر للعمل بالخارج و لا أريد العمل معه لأنه لا يخاف الله في تعامله و لا في عمل و إذا نطقت بشيء من الدين أخذ يستهزأ بي و يشتمني..هذا جزء من حالي...و سؤالي هو:
1- هل غضبه مستجاب إذا غضب علي بسبب الأغاني التي يريدني أن أعمل بها و أنا لا أريد؟؟
2-هل يجب طاعته إلى سن ال 30؟؟علما أنه يخون العهد دائما حتى أنّه فعلها مع أخي الأكبر؟!!
3-هل يجب طاعته بأن لا أتزوج إلى سن ال 30؟؟علما أنني لا أطيق الصبر و أخشى من الفتن؟.
4-هل غضبه مقبول إذا خرجت للعمل بالخارج و لم أعمل بالوظائف التي يريدها المذكورة أعلاه؟؟
5-إذا وجدت أي نصائح أو تعليقات تفيدوني بها جزاكم الله عني كل خير إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق وأن يهدي والدك. ولتعلم ان طاعة الوالدين وبرهما بالمعروف إليهما آكد الفرائض وأعظم الحقوق بعد حق الله تعالى.

فقد قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {العنكبوت:8} وقال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}

فلا بد من بر الوالد والإحسان إليه والرفق به ولين القول معه، ولكن ذلك مقيد بما ليس فيه مخالفة شرعية، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة له في ذلك، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. رواه مسلم.

ولذلك فإنه لا طاعة لوالدك في العمل في الأغاني أو غيرها مما يخالف الشرع، وكذلك لا طاعة له في عدم الزواج خصوصا إذا كنت لا تستطيع الصبر وتخاف الوقوع في الفتن.

وأما عدم العمل في الخارج فعليك أن تطيعه فيه، وعليك أن تطلب عملا مباحا مناسبا في الداخل قرب والديك فذلك من تمام برهما.

والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى وبر والدك ودعوته ونصحه بالرفق واللين، لعل الله تعالى أن يهديه ويصلح حاله على يديك.

وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى:70059، 38738، 66069.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني