الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوج الحكيم يجمع بين ود زوجته وبر والديه

السؤال

أنا مواطن تونسي متزوج ولي بنت وولد أقطن في منزل بنيته فوق منزل والدي بمالي الخاص وأقوم برعاية أبي وأمي لأنه ليس لهم مورد رزق وذلك بمبلغ 300 دينار تونسي شهريا مع دفع معلوم الكهرباء وبعض المصاريف الأخرى علما وأن لي 03 إخوة آخرين ولكن لا يساهمون في مصاريف الوالدين إلا بمبلغ زهيد جدا.
والدتي تقوم بصرف هذا الراتب في شراء حاجيات أبناء إخوتي ودائما تطالبني بالمزيد وتشتري الهدايا وما إلى ذلك بديون كثيرة تعجز على تسديدها.
إخواني الأعزاء هذه الوضعية سببت لي الكثير من المشاكل مع زوجتي التي طفح كيلها وأمي التي لا تكل ولا تمل من المصاريف. أنا حائر بين إرضاء أمي وتهدئة زوجتي الوحيدة التي تشعر بحالتي المادية المزرية.
أفيدوني بحل حماكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على رعايتك لوالديك وعنايتك بأمك وتلبيتك لرغباتها، وننصحك أن لا تقطع عنها ذلك ما لم يكن فيه ضرر عليك، أو يؤدي إلى التضييق على الزوجة والتقصير في نفقتها، فنفقتها أولى كما بينا في الفتوى: 65045.

وما يزيد على نفقة الوالدين المحتاجين غير واجب، لكن من البر بهما تلبية حاجياتهما المادية وإن لم تكن واجبة، وانظر الفتوى رقم: 1249.

وينبغي أن لا تخبر زوجتك بجميع ما تفعله لوالديك إن كان ذلك يغضبها أو يسبب الخلاف بينكما، ولكن أعط زوجتك حقوقها كاملة وأعط والديك حقوقهما كاملة، ولك في المعاريض مندوحة بأن تخبر الزوجة إن سألتك بما تفهم منه عدم مخالفتك لأمرها، والرجل الحكيم هو الذي يجمع بين ذلك كله بحكمة ولطف فيحفظ ود زوجه ويعرف لوالديه فضلهم وبرهم فيجمع بين الحسنيين، وللفائدة نرجو مراجعة الفتويين: 15710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني