الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة وترك التبتل وزيارة قبر الأجنبية للاعتبار

السؤال

عنوانها (وإذا استنصحك فانصحه) أنصحوني أثابكم الله، أتمنى أن تهتموا بالإجابة على رسالتي وتقدروا ظروفي النفسية الصعبة، سأحكي لكم قصتي:
أنا شاب مسلم متدين أحفظ كتاب الله والحمد لله وأواظب على صلاتي في المسجد غالبا، ولكن لا يوجد إنسان لا يذنب أو يخطىء... قصتي أني أدرس دراستي الجامعية في بلد عربي غير بلدي الأصلي وأثناء دراستي تعرفت عبر الإيميل على فتاة من نفس بلدي ومدينتي الأصلية متدينه محافظة على صلاتها على خلق عال ومن أسرة محترمة, حقيقة أعجبنا ببعض وأعلم أننا وقعنا في خطأ بسبب أني كنت أكلمها بدون علم أهلها ورأيت صورة وجهها أيضا، ولكن لم نتقابل مطلقا حقيقة، ولكن يعلم الله أني كنت جادا في خطبتها فور عودتي إلى بلدي في الإجازة، ولم يكن يوجد ما يمنع زواجنا، وكانت تعاني من مشكلة صحية وكانت تستخدم دواء ألا أن تقوم بعملية جراحية، لأن هناك خطورة كبيرة عليها في الحمل والولادة بدون إجراء العملية، وكانت خائفه جداً من العملية، ولكني شجعتها بعد أن قام أحد أقربائي بعمل العملية وكانت ناجحة جداً وسألت طبيبا وخبرني أنها عملية سهلة وقد قاموا بالكثير منها، المهم أني عدت إلى بلدي في اجازتي الدراسية الصيفية وأنا عازم على خطبتها، ولكن إرادة الله أنها كانت مسافرة إلى بلد آخر لإجراء العملية مع أهلها ووصلني خبر أنها توفيت بعد أن أجرت العملية بسبب مضاعفات بعد إجراء العملية رغم أن الطبيب الذي أجرى العملية أيضا أخبرهم بأن العملية ليست خطيرة، الحقيقة أني صدمت صدمة كبيرة بسبب حبي الشديد لها وتعلقي بها ورغبتي في الزواج منها، وأيضا بسبب إحساسي بالذنب من علاقتي بها وأنها أكثر من مرة أرادت تركي بسبب أنها تريد التوبة بعد أن قطعت علاقتها بالشات مطلقا، ولكني كنت أؤكد لها أنني إن شاء الله سأتقدم لها عند عودتي في الصيف وكنت صادقا في وعدي لها وأشعر الآن أني كنت السبب في منعها من التوبة ويجب علي التكفير عن ذنبي وتعويضها بعد موتها وأخاف عليها أن تتعذب بسبب علاقتنا، وكلامنا بدون علم أهلها على الإيميل، وأيضا إحساسي بالذنب أني نصحتها بإجراء العملية مع أنها كان من الممكن أن تكمل حياتها دون إجراء هذه العملية، إن شاء الله قررت عدم الزواج من أخرى لكي لا أظلم فتاة أخرى بسبب تعلق قلبي بالأولى وحسب علمي أعرف أن هناك من كبار مشايخ العلم لم يتزوجوا طيلة حياتهم، وعزمت إن شاء الله أيضا على التوبة وعدم التكلم مع أي بنت عبر الإيميل أو عبر أي وسيلة أخرى، وأتمنى أن أقوم بشيء لمصلحتها يفيدها في آخرتها رحمها الله، سؤالي: هل يجوز لي الدعاء لها والصدقة عنها والعمرة عنها وزيارة قبرها أن عرفت مكانه وسائر الأعمال الخيرية مع أنها ليست قريبتي، علما بأنها اعتمرت في رمضان العام الماضي، أعلم أن الله يجمع كل إنسان من الصالحين بزوجته في الجنة إن كانوا من أهلها، فهل لي أن أدعـو الله أن يدخلني وإياها الجنة ويجمعني بها في الجنة، فهل هو جائز شرعا؟ واعذروني على الإطالة وأتمنى أن تقرؤوها جيدا وتجيبوني إجابة شافية مفصلة وأتمنى أيضا النصيحة منكم وأن تدعو لها بالرحمة والمغفرة وتدعو لي بالهداية والتوفيق.. جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يقوي عزمك على التوبة، وأن يتقبلها منك، أما عزمك على عدم الزواج فهذا لا ينبغي، لأنه مخالف لسنة المرسلين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من رغب عن سنتي فليس مني، ومن سنته صلى الله عليه وسلم أنه يتزوج النساء، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 62986.

أما إحساسك بالذنب أنك حلت بين الفتاة وبين التوبة، فيكفيك فيه أن تتوب إلى الله عز وجل من ذلك، ولا بأس أن تهدي لها ثواب الأعمال الصالحة، وانظر الفتوى رقم: 2288.

ولا بأس بزيارة قبرها إذا كان على سبيل الاعتبار وللدعاء لها، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 7410، والفتوى رقم: 31401.

وأما إحساسك بالذنب لأنك نصحتها بإجراء العملية المذكورة، فلا نرى أنك قد أذنبت بذلك، لأنك لم تغشها في نصيحتك، أما الموت فهو بيد الله، وما العملية إلا سبب، ولن تموت نفس قبل أن تستكمل أجلها.

وأما الدعاء بأن تكون زوجتك في الجنة، فلا ندري هل ينفع وهل يستجاب، لكن ليكن همك دخول الجنة، فإن فيها ما تشتهيه الأنفس، ونسأل الله للمتوفاة الرحمة والمغفرة والرضوان، وللأخ السائل التوفيق والصلاح والهداية لما يحب ربنا ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني