السؤال
عندي سؤال
إذا قال الشخص قبل موته( إعدامه )لا اله إلا الله محمد رسول الله وكان خلال حياته قد ظلم وقتل فهل يعتبر من أهل الجنة بناء على قول الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وكيف ممكن لشخص أن يقول الشهادة قبل موته وهو إنسان لم يكن في حياته يخاف الله (ظلم وقتل)ألم يقل الله في القرآن الكريم (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) سورة إبراهيم
الرجاء الرد بالأدلة الشرعية. وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنيبغي أن يعلم أولا أنه لا يصح أن يحكم على أحد بعينه أنه من أهل الجنة إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك كالعشرة المبشرين، ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أم العلاء قالت عن عثمان بن مظعون بعد موته فشهادتي عليك لقد أكرمك الله..قال لها: وما يدريك أن الله أكرمه ؟!! رواه البخاري. وانظر الفتوى رقم: 47610.
ولكن من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله فإنه يرجى له دخول الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه أحمد وأبو داود. وانظر معنى الحديث في الفتوى رقم: 12801.
فكل من ختم له بشهادة التوحيد ترجى له الجنة ولو كان ظالما فاسقا، والله تعالى حكم عدل لا يظلم عبده حسنة ولا يضيع عنده حق لمظلوم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
وقال أيضا: إن الرجل ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة... الأعمال بالخواتيم. رواه البخاري
فكم من عامل يعمل الشر في الظاهر وفيه خصلة حميدة خفية يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل، فيختم له بخير، ورحمة الله واسعة، وذنوب العبد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها، ولما قال رجل لرجل عاص: والله لا يغفر الله لك، قال الله تعالى: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك. والحديث رواه مسلم.
وأما الآية التي استدل بها الأخ السائل فهي لا تعارض ما ذكرنا وقد قال الله في آخرها: وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ {ابراهيم: 27}. قال في فتح القدير: يفعل ما يشاء من التثبيت والخذلان لا راد لحكمه ولا يسأل عما يفعل.
وانظر تفسير الآية في الفتوى رقم: 27868.
والله أعلم.