الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة المجامع في نهار رمضان

السؤال

تشديد العقوبة على من جامع في نهار رمضان ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتعمد الفطر في نهار رمضان معصية شنيعة، بل قد عدها بعض أهل العلم من كبائر الذنوب ففي الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي الشافعي : الكبيرة الأربعون والحادية والأربعون بعد المائة ترك صوم يوم من أيام رمضان والإفطار فيه بجماع أو غيره بغير عذر من نحو مرض أو سفر ) أخرج أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا وقد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن ابتني الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان . وفي رواية : من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله . والترمذي واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي : من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه . وذكره البخاري تعليقا غير مجزوم به فقال : ويذكر عن أبي هريرة رفعه : من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه . وأخذ بظاهر هذا الخبر علي وابن مسعود رضي الله عنهما فقالا : إن من أفطر يوما من رمضان لا يقضيه صوم الدهر . لكن قال النووي في شرح المهذب إسناده غريب وإن سكت عليه أبو داود . انتهى .

ومن جامع في نهار رمضان متعمدا فليبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وليكثر من الاستغفار، وتجب عليه الكفارة الكبرى والتي تقدم تفصيلها في الفتوى رقم : 1104 ، وللمزيد راجع الفتوى رقم : 12069 ، هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فلا كفارة عليها على الراجح كما تقدم في الفتوى رقم : 41607 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني