الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيرة لا تعني إساءة الظن بالزوجة

السؤال

شخص تاب توبة نصوحة إن شاء الله واعتمر ونوى الحج ولكن تزوج وزوجته دينة مصلية طاهرة ومن عائلة مشهود لها بالتدين والحمد لله ولكن في أحد الأيام وسوس الشيطان في نفسه( مجرد وسوسة ) فعاد إلى البيت ليتأكد من هذه الوساوس فشاهد كل شيئ على أحسن ما يرام طهارة وشرف رفيع والحمد لله فهل عليه كفارة مع العلم بأنه ندم ندما " شديدا" لدرجة البكاء على هذه الوساوس واستغفر ربه أفيدونا جزاكم الله خيرا ( مع العلم بأن زوجته لاتعلم لماذا جاء إلى البيت في هذا الوقت ولم تسأله) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من حقوق المرأة على زوجها صيانتها وحفظها من كل ما يخدش شرفها، ويثلم عرضها، ويمتهن كرامتها، ويعرض سمعتها لقالة السوء، ولكن لا ينبغي أن يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها، ولا أن يسيء الظن بها ، لما يجر له ذلك من توتر العلاقة الزوجية، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، فإن الغيرة منها ما هو محمود، ومنها ما هو مذموم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحبها الله، فالغيرة من الريبة، والغيرة التي يبغضها الله، فالغيرة من غير ريبة…" رواه أبو داود والنسائي وابن حبان.
ويقول علي رضي الله عنه: لا تكثر الغيرة على أهلك، فترامى بالسوء من أجلك.
إذا علمت هذا أخي السائل، وعلمت من زوجتك الطهارة والنزاهة فاطمئن، ولا تترك مجالاً للوساوس، فإنها من الشيطان يقذفها في قلب المرء ليباعد بينه وبين أهله، وحيث أنك قد ندمت واستغفرت ، فلا شيء عليك وراء ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني