الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تغضب والدك بإحسانك لأمك

السؤال

أبي انفصل عن أمي بعد عشرة40 سنه أبي حلف أن يري أمي ما لم تره في حياتها لأنها رفضت الرجوع له بعد أن استحالت حياتها معه لكننا رفضنا أن يذل أبي أمنا بدون سبب مقنع وحلف أن يرجعها قريتها عريانه وأمي لا أب لها ولا اخ ولا عم ولا خال هي يتيمة ومقطوعة من شجره ولا حتى يوجد لها دخل تعيش منه نحن البنات 7 تكاتفنا ووفرنا لها المسكن والمْأكل والمشرب بقدر استطاعتنا لكن هذا اغضب أبي منا وجعله يقاطعنا.. بعد هدوء نفس أبي وأمي حاولنا الإصلاح بينهم فقد رضيت أمي أن ترجع إليه ولكنه رفض بكبرياء وقال لترجع إلى بيت احد أبنائها وليس إلى بيتي أدخلنا رجال ليصلحوا بينهم ولكن أبي رفض واستمر في قطيعتنا وتزوج وأنجب نحن نصله ولكنه يطلب منا ألا نزوره لأننا نسبب له مشاكل مع زوجته وهو يقول إننا قوينا أمنا عليه عندما حميناه من البهذله بين الخلق والعباد إخواني كانوا إلى جانب أبي ولم يسئلو عن أمهم كيف نطيع أبونا وكيف نصله وهو يطلب من الجيران أن يخبرونا أننا نسبب له المشاكل عند زيارتنا وهل مساعة أمنا عقوق لاأبي أمي عمرها60 سنه

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن اليتم لا يكون إلا قبل البلوغ، وبالتالي فأمكم لا يمكن وصفها الآن باليتم.

ثم ما قمتن به أنتن البنات من توفير المسكن والمْأكل والمشرب لأمكن بقدر استطاعتكن هو واجبكن ولو كان فيه إغضاب أبيكن ومقاطعته لكنَّ؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما في الحديث الشريف.

وكان من واجب إخوتكن أن يفعلوا مثلكن ولا يتركوا أمهم في ذل وشقاء.

ولكن ما ذكرتنه من سوء تصرف أبيكن مع زوجته أُمِكن، وغضبه عليكن وقطيعته لكن، لا يبيح أن ترددن عليه بالمثل، ولا بأن تقاطعنه.

وإذا كان يدعي أن زيارتكن له تسبب له المشاكل ولا ترضيه، فلا بأس بتوقيف الزيارة عنه فترة، حتى يسكن غضبه ويعود إلى رشده.

وفي فترة توقيف الزيارة تلك، يلزم أن لا تغفلن عن تفقد أحواله وصلته بما تستطعنه من الصلة المادية أو غيرها.

ونسأل الله أن يصلح أمركن وأمر إخوتكن وأبيكن، وأن يعيد الوئام والسعادة والألفة إلى سائر أفراد أسرتكن.

مع العلم أنه قد تقدمت الإجابة على هذا السؤال نفسه من قبل، وذلك في الفتوى رقم: 93579

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني