الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبادل السباب والامتناع عن النفقة بسبب عصيان الزوجة

السؤال

أسأل الله تعالي أن يجزي القائمين علي الموقع كل خير... وبعد: أنا شاب عمري 22 عاما وأرجو توضيح حكم الشرع في هذه القضية، فمنذ فترة طويلة احتدمت المشاكل بين أبي وأمي وبدون الخوض في التفاصيل فإنهما كانا يتبادلان السباب والشتائم والألفاظ البذيئة لأتفه الأسباب ثم يخاصم كل منهما الآخر وتنقطع العلاقات بينهما تماما لفترة من الوقت وخلال مثل هذه الفترات كانت أمي تخرج من المنزل دون إذن من أبي وكان يدعوها للمبيت معه فترفض متعللة في الظاهر بأن حجرة أبي "الجو بها خانق" ولكن السبب الحقيقي هو أن أبي أصيب منذ زمن بالعجز الجنسي، علما بأنه بعد إصابة أبي بهذا المرض كان قد سأل أمي إن كانت ترغب في هذه "الأشياء" فقالت له "أنت عندي بالدنيا"، وعلى أثر رفض أمي لبعض مطالب أبي امتنع أبي عن إجابة مطالب أمي من الكساء والدواء، ولكنه يعطيها كل شهر نصف راتبه من أجل مصاريف الأكل والشرب للأسرة وقد قال لي أبي إنه لن يسامح أمي فيما تأكله من الطعام والشراب ولن يعطيها مصاريف للكساء أو الدواء متعللا بأن أمي "ناشز" والناشز لا يجب على زوجها الإنفاق عليها, علما بأن أمي مريضة بالكثير من الأمراض التي تحتاج إلي علاج مثل الضغط والإنزلاق الغضروفي والسرطان, مما اضطر أمي إلي أخذ الصدقات من أقارب لنا ميسوري الحال، فهل صحيح أن أمي تعتبر ناشزا (علما بأنها كانت تجيب باقي مطالب أبي وتقوم على خدمته), وإذا كانت أمي كذلك هل موقف أبي من عدم الإنفاق عليها صحيح، وهل يعتبر أبي وأمي متزوجين إلى الآن، (علما بأنه لا توجد بينهما الآن علاقة من أي نوع حتى إلقاء السلام)، فأرجو سرعة الرد؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن ما ذكرته عن أبويك من أنهما كانا يتبادلان السباب والشتائم والألفاظ البذيئة لأتفه الأسباب، ثم يخاصم كل منهما الآخر وتنقطع العلاقات بينهما تماماً لفترة من الوقت... يتنافى تماماً مع ما ينبغي أن تكون عليه الحال بين الزوجين من المودة والرحمة، كما في قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، ثم ليس من شك في أن ما ذكرته من خروج أمك من المنزل دون إذن من أبيك، وأنه كان يدعوها للمبيت معه فترفض متعللة بحجج واهية... يعتبر نشوزاً، لأن النشوز كما عرفه أهل العلم هو عصيان المرأة لزوجها وترفعها عن طاعته في المعروف، وإذا تقرر نشوز أمك لم يكن لها على أبيك نفقة ولا كسوة ولا غيرهما من الحقوق الزوجية.

ولا يشفع لها في نشوزها أن أباك قد أصيب منذ زمن بالعجز الجنسي، لأنه له أن يستمتع بزوجته بغير الوطء، ولأن العجز الجنسي إذا حصل بعد وطء، ولو مرة واحدة اعتبر مصيبة نزلت بالزوجة، ولم يكن لها الخيار في فسخ النكاح، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 73342.

ثم إن أباك ما زال معتبراً زوجاً لأمك طالما أنه لم يطلقها، وعليك أن تسعى في الصلح بينهما، فإن أمر النشوز خطير جداً، وحقوق كل من الزوجين على الآخر كبيرة جداً، ونسأل الله أن يعينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني