الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب استحالة ترجمة القرآن الكريم حرفيا

السؤال

لماذا لا يمكن ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى، ولماذا يصر البعض على أن يطلق عليها ترجمة معاني القرآن بدلا عن ترجمة القرآن الكريم.. الرجاء التوضيح مع إعطاء الدليل وضرب المثال.. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأخرى جائزة باتفاق أهل العلم ممن هو أهل لها، بل هي واجبة على الكفاية لعموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، ولأن الناس كلهم مخاطبون بهذا القرآن، ومما يسهل عليهم الوصول إليه وفهم معانيه ترجمة هذه المعاني إلى لغاتهم. وقد سبق بيان شيء من ذلك في الفتويين: 63947، 78573، نرجو أن تطلع عليهما.

وأما عدم جواز ترجمته حرفيا إلى اللغات الأخرى فلأن هذه اللغات لا تستوعب اللغة العربية وأساليبها من حقيقة ومجاز وكناية واستعارة، وتجد بعض الأمثلة على ذلك في الأسئلة المحال إليها، ولأن كتابة القرآن الكريم توقيفية يجب أن يكتب بالكيفية التي كتب بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز تغييرها ولو كان مكتوبا بالعربية وإملائها المتعارف عليه، فما بالك بغيرها من اللغات التي لا توجد بها بعض الحروف العربية أصلا.

ولأن القرآن الكريم كلام الله تعالى نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ من لغة العرب؛ كما قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ {الشعراء:192-195} فإذا كتب بألفاظ لغة أخرى لم يعد قرآنا ولو كانت هذه الألفاظ بمعانيه.. إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعل ترجمته حرفية مستحيلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني