السؤال
ما حكم خروج بعض النساء "الداعيات" على تلفاز الفضائيات وفي أغلب الأحيان يكن متبرجات من أجل التصوير بل وفي بعض الأحيان يشاركن رجالا في تقديم برامج دينية أليس هذا مبرر للاختلاط من باب النصح والإرشاد واستعمال الدين وسيلة لخروج المرأة من بيتها، من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله المساجد وبيوتهن خير لهن. فهل يجوز للدعاة التركيز على المنع وعدم بيان أين يكمن الخير الذي ترجوه المرأة ألا يكون هذا دافعا للاختلاط بحجة الصلاة؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت أن بعض النساء يقمن به من الظهور على شاشات الفضائيات وقلت إنهن في أغلب الأحيان يكن متبرجات من أجل التصوير، وفي بعض الأحيان يشاركن الرجال في تقديم برامج دينية... إلى غير ذلك من الأمور قد اشتمل على عدة محاذير شرعية منها:
1- كونهن متبرجات، والله تعالى يقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33}.
2- اختلاطهن بالرجال على ما هن عليه من التبرج، والله تعالى يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور:30-31}.
3- كونهن يتبرجن من أجل التصوير، والتصوير بالكاميرا موضوع خلاف بين أهل العلم، ولكنه إذا كان تصويراً لنساء متبرجات فلا أحد منهم يقول بحليته حينئذ.
4- كونهن ينتمين إلى الدعوة إلى الله كان حرياً بأن يجعلهن أولى بالاستقامة والتقيد بما يدعين إليه، لأن مخالفة الداعية لما يدعو إليه تجعل ذنبه أكبر من ذنوب غيره، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.
وعليه؛ فليس من شك في أن هؤلاء النساء اللاتي ذكرت من أمرهن ما ذكرت قد أخطأن خطأً كبيراً، وعليهن أن يبادرن إلى التوبة منه، ونعتقد أن هذا القدر شامل للجواب على بقية تساؤلاتك.
والله أعلم.