السؤال
والدتي دائماً تقول إن وصيتها لنا عند وفاتها يكون دفنها مع والديها أي نفتح القبر ونضعها معه، علماً بأن والديها متوفيان من أكثر من 40 سنة والمكان الذي تريد الدفن فيه بعيد، مع العلم بأن والدي أي زوجها مدفون فيه ولها ابن مدفون في مكان آخر ولا أعرف، لماذا تصر على هذه الوصية (ربنا يطول في عمرها إن شاء الله)، ما هو الشرع في فتح القبور ودفن آخرين مع الموتى؟، هل يجوز إذ لم نلب وصيتها هذه، فأرجو أن تفيدوني؟ وشكراً لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع شرعاً من نقل الميت من المكان الذي مات فيه إلى مكان آخر ليدفن فيه إذا كان النقل لغرض شرعي معتبر، وكان النقل على وجه لائق بالميت ولم يخش عليه تغيير... وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 4003.
وأما فتح القبر ووضع ميت آخر فوقه أو معه فلا يجوز لما فيه من انتهاك حرمة الموتى، وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23194، 61413، 49313، نرجو أن تطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
وبناء على ما ذكرنا، فلا مانع من نقل والدتكم إلى المكان الذي أوصت به ما لم يترتب على نقلها ضرر أو مشقة، ولا مانع من دفنها مع أبيها في قبر منفصل عن قبره، ولا يجوز فتح قبر أبيها ولا دفنها معه فيه، أما إذا ترتب على نقلها ضرر أو مشقة فإنها تدفن في أقرب مقبرة من مقابر المسلمين، لأن الضرر يزال، والمشقة تجلب التيسير كما قال أهل العلم.
والله أعلم.