السؤال
هل الأبناء يستطيعون أن يجعلوا الآباء محتقرين أذلاء -ذليلاً- أمام زوجاتهم خوفاً من ضياعهم وتشتيت الأسرة وسكوت الآباء للحفاظ على رونق البيت وكيان العائلة، لكن ما جاءت به المدونة المغربية جعلت الرجل يعيش في دوامة الخوف وضياع أسرته، بينما المرأة مستمرة في جهلها، فما هو رأيكم فيما يقع، أتمنى أن تفهموا قصدي؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت تقصد السؤال عما إذا كان يجوز للأبناء الضغط على الأب ليرضى بالبقاء في بيته في ذل واستكانة تحت إمرة زوجته التي هي صاحبة القرار والسيادة المطلقة في البيت، وذلك حفاظاً على كيان الأسرة! فالجواب: أن حق الوالدين هو آكد الحقوق بعد حق الله تعالى، وحقهما يكون في البر والطاعة والاحترام والإكرام، والإنفاق عليهما إن احتاجا ورعايتهما والقيام بشأنهما.
وإنما كان حقهما بعد حق الله مباشرة، لأنهما السبب في الوجود بعد الله عز وجل، ولأنهما بذلا في سبيل تربية الولد من الجهد، ولقيا في ذلك من المشقة ما لا يعلمه إلا الله، فلهذا قال جل وعلا: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء:36}، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، وهذا حق تنادي به الفطرة ويوجبه العرفان بالجميل، فكيف يسوغ بعد ذلك أن يضغط الأبناء على الآباء، ليصبحوا محتقرين أذلاء أمام زوجاتهم؟!
إن هذا -لعمري- عقوق ما بعده عقوق، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين وعصيانهما من أكبر الكبائر حين قال: ألا أخبركم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.... إلخ. رواه البخاري ومسلم. فابتعد كل البعد عن التفكير في مثل هذا، والزم بر والديك.
والله أعلم.