الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بوي فريند وجيرل فريند.. زنا وفاحشة وساء سبيلا

السؤال

أنا مقيم في بريطانيا منذ ثلاث سنوات لدراسة الماجستير في جامعة بورن موث وقد أنهيتها بحمد الله وفضله بنجاح، أنا متزوج من سيدة إيطالية منذ سنوات، ولكن نظراً لظروف الدراسة فأنا بعيد عنها، إن شاء الله سوف أبدأ في دراسة الدكتوراة قريبا، في الجامعة تعرفت على زميلة لي من الصين وأحببتها حبا جما لدرجة أني عرضت عليها الزواج، ولكنها رفضت مدعية أنها لا تستطيع أن تقبل فكرة أن أكون متزوجا من امرأتين، وهذا مفهوم نظراً لاختلاف الثقافات هي تفضل أن نكون سويا كبوي فريند وجيرل فريند، سؤالي هو: في ظل هذا الموقف ما هو حكم ملك اليمين، وأنا ما زال أمامي ثلاث سنوات أخرى للدراسة، حيث أقيم هنا وحيداً بلا زوجة حيث إن زوجتي تقيم في إيطاليا لظروف عملها وفي نفس الوقت أحب هذه الأخرى كثيراً وهي تفضل أن نكون معا بلا زواج، بالله عليكم أفيدوني؟ وجزاكم الله عني خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك أن تقطع علاقتك المحرمة بتلك المرأة، وما ذكرته لا يقره الشرع ولا يرضاه، فإما أن تختار حكم الله ورسوله، أو تختار غواية الشيطان وما أشارت به تلك المرأة مما يغضب الرحمن، وليس للمؤمن خيرة بعد حكم الله ورسوله، كما قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {الأحزاب:36}، فاتق الله سبحانه ودع عنك تلك الفتاة ما لم ترض بالحلال، والزواج منها إن كانت ممن يبيح الشارع الزواج منه مسلمة أو كتابية، وأما إن كانت لا دينية أو من ملة غير اليهودية والنصرانية فلا يحل نكاحها ولو قبلته، وانظر شروط جواز نكاح الكتابية في الفتوى رقم: 33896، والفتوى رقم: 323.

ولا علاقة لملك اليمين بما ذكرته؛ وإنما هي علاقة محرمة آثمة، فاتق الله تعالى ولا تعصه وابحث عن امرأة عفيفة تقبل التعدد وترضى به أو ائت بزوجتك إليك أو اذهب إليها واسلك سبل الحلال وإياك أن تعصي الله سبحانه وتتعدى حدوده، فإنه يقول: وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {النساء:14}، وللفائدة في الموضوع انظر الفتوى رقم: 26237، والفتوى رقم: 6186.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني