الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحدود الشرعية صادرة عن الله

السؤال

بداية جزاكم الله عنا كل خير، أخي الكريم أنا صاحب إحدى المنتديات العربية الملتزمه إن شاء الله وقد وضعت في هذا المنتدى فيديو يظهر عملية رجم فتاة حتى الموت في الشارع أمام أنظار الجميع حدثت في العراق عندما تحولت الفتاة من الطائفة اليزيدية وتزوجت بشاب مسلم واعتنقت الإسلام، فقام أحد النصارى بالتساؤل وكتب هذا التعليق، أريد أن اسأل سؤالا وأتمنى أن يرد عليه أي أحد فيكم... أليس عندكم في دين الإسلام تقومون أيضا بقتل الشخص الذي يغير دينه، لماذا عندكم حرام وعند الغرب حرية شخصية، أخي الكريم أنا بحاجة لإجابة أقوى من إجابتي، إجابة أصحاب علم مثلكم لكي أضع رابط الإجابة منكم إن شاء الله لكل من يدخل ويشاهد هذا الموضوع... والله من وراء القصد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا الأدلة النقلية والأدلة العقلية على وجوب قتل المرتد فراجعها في الفتوى رقم: 13987.

ومما هو جدير بالتنبيه عليه هنا أن هذه التشريعات من حدود ونحوها صادرة عن الرب العليم الحكيم الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم، فأقواله كلها صدق، وأحكامه كلها عدل، والمسلم قد يدرك الحكمة من وراء هذه التشريعات فيزداد إيماناً مع إيمانه، وقد يجهلها فيرضى ويسلم، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {الأحزاب:36}، وقال سبحانه وتعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور:51}، والمقصود من هذا أن يتبين المسلم ما يجب أن يكون عليه هو وما ينبغي أن يكون محل اهتمامه قبل أن يهتم بالرد على من يثير الشبهات حول أحكام الإسلام من نصارى أو غيرهم.

ثم إننا ننبه على أمر مهم جداً وهو أن الحدود بجميع أشكالها لا يجوز أن يقيمها إلا السلطان أو نائبه، فلا يجوز لعامة الناس أن يتولوا إقامة شيء منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني