الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بيع مسجد قديم واستخدام قيمته في بناء مسجد جديد ومدرسة للقرآن

السؤال

بنينا مسجدا في قريتنا على نفقة المحسنين جزاهم الله خيراً، وكان يوجد مسجد صغير، وهذا المسجد بجوار الجامع الجديد الذي سيتم افتتاحه قريبا بإذن الله.. فنرجو من فضيلتكم إرشادنا إلى مصير المسجد القديم، هل نبيعه ونستخدم قيمته في بناء مسجد جديد حيث لا ينقطع ثواب الواقف الذي بنى المسجد القديم من الأجر، هل يجوز أن نصلي فيه الفروض ويقتصر الجامع الجديد للجمعة، هل يجوز أن نجعله مسجداً للنساء، هل يجوز أن نجعله مدرسه لتحفيظ القرآن الكريم للبنات, حيث إنه يوجد مركز لتحفيظ القرآن في الجامع الجديد للأولاد، فأفيدونا؟ وجزاكم الله خيراً..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الجامع الجديد ليس فيه مكان يسع النساء فالمشروع أن يجعل المسجد القديم مصلى للنساء لأن الواجب إبقاؤه مسجداً ما دام بالمسلمين حاجة إليه، ويلزم في هذه الحالة إيصال صوت الإمام في الجامع الجديد إلى هذا المسجد القديم عبر السماعات ومكبرات الصوت بحيث يمكن للنساء الاقتداء بالإمام، ولا يضر وجود نحو طريق نافذ بين البنائين على الراجح من أقوال أهل العلم وهو مذهب المالكية، وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 15440.

أما إذا كان الجامع الجديد فيه مكان يسع النساء فإنه يفعل به ما هو أكثر مصلحة للمسلمين من بيعه واستخدام قيمته في بناء مسجد جديد، أو جعله مدرسة لتحفيظ البنات أو غير ذلك.

ولا نحبذ تخصيص الجامع الجديد بصلاة الجمعة وتعطيل الصلوات فيه بقية الأسبوع، وإقامتها في المسجد القديم لما في ذلك من مخالفة السنة المتبعة التي عليها المسلمون من كون المسجد الجامع هو المسجد الذي تؤدي فيه الصلوات المفروضات مع صلاة الجمعة. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 38860، 95547، 96042.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني