الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب الشقاق والتنازع بين الأزواج

السؤال

نص الرسالة: أنا سيدة متزوجة مند 7 أشهر تزوجنا عن حب كبير هو من عائلة فقيرة يعيل نفسه بنفسه أبوه متوفى وهو صغير أما أنا فأسرتي ميسورة الحال، عندما تزوجنا بدأت العائلة تقول لزوجي لقد ناسبت عائلة غنية وتتلسن عليه بأنه سيفوز وكان لا يعجبه مما كان يعكر صفونا مع أنني لم أحسسه يوما بأنني أحسن منه بل أقول له إن الله سيرزقنا نحن أيضا وأشجعه بدأت المشاكل يوم عقد قران اختي فزوجها كنا نعرفه قبل أن أتزوج أنا فقد كان جار خالتي وعندما كنا نذهب عندها كانوا يأتون عندنا هو وعائلته وقبل أن يأتي لخطبة أختي حكيت لزوجي عن ذللك الولد لأنني كنت معجبة به وكان سني آن ذاك 14 سنة حب مراهقة فأخد موقفا ويوم عقد قران أختي وذلك الولد نزلنا لكي نصور عائلة العريس ومع السرعة نسيت أن ألبس الحجاب مما عكر صفو زوجي وقال لي إنك تتذكرين الأيام الماضية مع أنني قلت له إنها كانت من طرفي وحدي وزوج أختي لم يكن يعرف وكانت مراهقة، غضب بشدة وترك الفرح وذهب وضربني بشدة عندها ذهبت إلى منزلي واتصلت به لكي يأتي فلم يوافق وأكدت عليه فقال لي سأتأخر فقلت له سأنتظرك فأوصلني أبي إلى منزلي وانتظرته حتى 11 ليلا وأنا وحدي في المنزل وعندما اتصلت به وجدت الهاتف مقفلا و نمت وحدي لأول مرة في حياتي لم أستطع أن أتصل بأبي لكي لا يكبر المشكل، زوجة خالي وحدها التي كانت تعرف اتصلت به قبل أن يغلق الهاتف وقالت له إن زوجتك في المنزل وحدها فقال لها لن أذهب فتوسلت إليه ومع هذا لم يأت علمت أمي أنني على خصام معه وفي الصباح اتصلت بي في 10 لكي أكون وحدي عندما رفعت الهاتف لم أحس بنفسي وبدأت بالبكاء فقلت لي أمي ما بك فقلت لها ما حصل فقالت لي سأرسل من ورائك والدك فاتصلت بزوجي وقلت له لماذا لم تأت ونمت وحدي فقال لي نلتقي في المحكمة فقلت له لا تضخم الأمور مع العلم أنه سريع الغضب ولا يعرف ماذا يقول عندما يغضب جاء والدي وأنا منهارة كليا وجمع ملابسي كلها وذهبت معه وكان غدا يوم عيد الأضحى وكنت سأعيد مع حماتي وفي المساء اتصل هو بأخته وقال لها اتصلي بزوجتي لكي تأتي اتصلت بي وكان الهاتف مع أبي وفي 8 ليلا جاءت حماتي من ورائي وقالت إنها لا تعرف شيئا لم يصدقها أبي لم يوافق أن أذهب معها وقال لها يجب أن يأتي بنفسه فاتصلت به وجاء وبدؤوا بشجار، وفي الأخير ذهبت معهم رغم أن أبي وأمي أرسلوني وهم غير راضين لأنه قال لأبي كل ما حكيت له عن زوج أختي أصبحت حياتي جحيما رغم حبنا، أبي منع أمي أن تأتي عندي كنت أنا أذهب عندهم وجاء اليوم الذي سأعمل عملية على أذني فقال لي لا فقالت لي أمي سأفعلها لك، فرفض وقال لي أنا الذي سأعملها لك فطلبت منه أن أمكث عند أمي حتى ارتاح فوافق وقال لي حسنا أمك ستهتم بك أحسن مني فذهبت عند أمي وطلبت منه أن يأتي لكي أراه فوافق بعد مراغبة، وجاء اليوم الذي سأذهب فيه وافق أن يأتي من ورائي فالأول وبعدها لم يرد فقلت له إن أمي لن تتركني أذهب وحدي لأنني مازلت مريضة فقال لي إنني أكره ذلك المنزل فقلت له لا تصعد ابق في التاكسي وأنا سأنزل عندك لم يوافق أنا الآن في بيت أبي منذ 18/03/2007 حتى الآن عندما مر أسبوع واحد ولم يتصل ذهب أبي إلى منزلي وجمع ملابسي كلها، عندما علم زوجي بذلك ذهب إلى بيت أهله وأخلى المنزل، الآن ملفنا في المحكمة أبي طلب نفقة المدة التي أنا جلست معهم اتصلت به منذ 3 أيام فقال لي إنه يحبني ويعرف أنني مازلت أحبه لكن عائلتي هي التي لا تتركنا نعيش مرتاحين فقلت له إن عائلتي لم تقل شيئا سوى أنها قالت يجب أن تأتي من ورائي فقال لي إن الجلسة في المحكمة يوم 13/06/2007 وأتمنى من الله أن يكون خيرا وقال لي إنني أعرف أنك أيضا تتعذبين الآن لا أعرف ماذا سأفعل أحبه وأصبحت منهارة كليا لا أفكر إلا فيه وأتمنى ألا ننفصل لكن أمي وأبي لم يعودا يحبانه إنهم يريدون أن أنفصل وأنا لا أريد لدي أمل واحد هو أن الله لن يفرقنا، أدعو الله دائما، أرجوكم ساعدوني، فالحقيقة أني لا أريد أن أفقده أصبحت حياتي ذابلة من دونه، ساعدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الدخول في الإجابة نقول: إن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا إذا عرف كل من الزوجين حق صاحبه وأداه إليه راضياً، فللزوج حقوق على زوجته، ومن أهمها طاعته في المعروف، وللزوجة حقوق على زوجها، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة: 228}.

فعلى الزوج أن يعاشرها بالمعروف وهي كذلك، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً {النساء: 19}.

ويجب على المرأة أن تطيع زوجها ـ في غير معصية ـ فإن هي فعلت ذلك فإن جزاءها الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد.

وسبب الشقاق بين كثير من الأزواج أن أحدهما يطلب حقه، ولا يعطى للآخر حقه أو يقصر فيه، أو لا يتغاضى عن الهفوات والزلات التي تحدث من غير قصد، ولا ينظر إلى المحاسن، ولكن ينظر إلى العيوب ويتعاظم لديه شأنها، قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. لا يفرك: أي لا يكره. ومما يؤدي إلى تفاقم الخلاف أيضا إشراك طرف ثالث بينهما كأهل الزوجة كما هو الحال هنا، أو أهل الزوج أو غيرهم في كل صغيرة وكبيرة.

أما جواب السؤال فنقول: بما أن المسألة قد دخلت للمحكمة وستتقصى في القضية وتتعرف على الظالم من الطرفين وتبني حكمها أو صلحها على ذلك، فلا داعي يدعونا إلى افتراض أي منكما هو الظالم أو المظلوم ثم نبني فتوانا على تلك الافتراضات.

لكننا ننصح بالصلح، ونقول للسائلة: ما دمت ترغبين في البقاء مع زوجك وتأملين في إصلاح حالكما وهو أيضا يحبك ويرغب فيك فإننا ننصحك بمحاولة الإصلاح وإبداء رغبتك في زوجك لأهلك، فانت صاحبة الشأن والحق وإذا تنازلت عنه سقط. ويمكنك بيان ذلك لأهلك مباشرة بحكمة ولين في القول أو بواسطة بعض قريباتك وأقربائك، كما ننصح أهلك أيضا بالتأني والحكمة، وننبههم على خطورة السعي في التفريق بين الزوجين لغير ضرر يسوغ ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني