السؤال
نحن نحب الصلاة في الصف الأول لما فيها من فضل كبير ويكون الحرص عليها في رمضان أشد وأعلى ,وبفضل الله نتمكن من الحرص على الصف الأول طوال أيام الشهر الكريم إلى أن تبدأ العشر الأواخر ويبدأ الاعتكاف , حيث مهما ذهبنا مبكرا _ ( وربما حتى قبل أذان المغرب ) _ نجد الإخوة المعتكفين قد حجزوا الصف الأول بكامله إما بوجودهم فيه أو بوضع متعلقاتهم , وهذا مما يسبب الحزن خاصة وأننا لا نصلى في أفضل أيام العام في الصف الأول ,, فهل يجزينا الله مثل إخواننا المعتكفين خاصة وأنهم لم يسعوا مبكرا لأنهم بالأساس مقيمون بالمسجد بسبب اعتكافهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شدة الحرص على الصلاة في الصف الأول دليل على رغبة الشخص في الخير والأجر، كما هو دليل أيضا على قوة إيمانه وتصديقه بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحث الذي يتضمن كثرة أجر المصلين في أوائل الصفوف حيث يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العمتة والصبح لأتوهما ولو حبوا، ولا سيما في الأيام والليالي الفاضلة من شهر رمضان حيث يكثر الأجر حسب الزمان، مع أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على ذلك في سائر الأيام والليالي؛ لأن أجر ذلك لا يختص برمضان دون غيره، وإن كان الأجر يزيد حسب الزمان والمكان، فهنيئا للإخوة الذين يتسابقون إلى هذه المواضع لأداء فريضة الله. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة لحصول من لم يتمكن من الصلاة في الصف الأول رغم اجتهاده وسعيه لذلك على أجر من صلى في الصف الأول، فإن من صلى فيه حصل بإذن الله تعالى تلك الفضيلة المترتبة على ذلك، و من جاء إلى المسجد مبكراً فله أجر تبكيره ولو صلى في آخر الصفوف، كما أن له أجر نيته واجتهاده.
والله أعلم