الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب رد المال المأخوذ بغير حق إلى صاحبه أو صرفه في المصالح العامة

السؤال

عندي سؤال في فقه المعاملات التالية، أتمني أن أتلقى ردا منكم عليه وهو كالتالي: كنت أعمل في فندق كموظف استقبال والفندق لا يقدم الخمور ولا المسكرات بل السكن والطعام ومقهى انترنت، ولكن لا يخفى عليكم أن بعض مرتادي الفنادق حتى هنا في بلاد الحرمين سلكوهم سيء، وقصتي كانت مع أحد النزلاء على النحو التالي: في البداية كنت لا أعرفه بل كان هناك من موظفي الفندق من يشيرون إليه بأنه شاذ جنسيا وتصرفاته غير سوية وقد كان هذا الرجل يشحذ الأموال ويحضر من يسدد عنه وكان يعطي بعض المال لموظفي الفندق كلما كان معه مال أو حضر أحد وسدد عنه المال وأحيانا كان يكذب موظف الاستقبال ويرفع المبلغ وكنت دائما أرفض أن أكذب وأقول له إن سألني أحد عن حسابك سأقول له حسابك بالضبط إلا في مرتين كذبت ورفعت حسابه وكان مقدار الرفع يسيرا مثل 1800 أو 1600 أقول 2000 وكان معي القائم بأعمال مدير الفندق بجانبي مرة وموظف أقدم مني في الاستقبال حثني على ذلك، علما بأن هذا الشحاذ لديه تقارير طبية تقول أنه مريض وكان عطاؤه لي على النحو التالي: 1- 50 ريال أعطاها لي في أول ما عملت بالفندق دون طلب شيء. 2- 50 أخرى أعطاها دون طلب عمل شيء. 3- 100 دون طلب عمل شيء. 4- 200 سدد عنه شخص فأعطاني إياها. 5- 300 أعطاه أمير سعودي 100000 فأعطاني إياها وأنا لا أعرف الأمير ولم أتدخل بالمرة في الموضوع. 6- 200 لا أتذكر أعطاني هو أم لا بعد 300 الأمير لأنني قلت له 300 قليلة حيث أعطى زملائي والقائم بأعمال مدير الفندق أكثر. 7- 100 طلبتها منه في عسرة ولم يأخذها قائلا ما بيننا شيء.8- 200 أعطاها لي عندما سددت عنه شركة. 9- 58 أعطاني هو عند مغادرته ذات مرة. 10- 100 أعطاني هو عندما أقرضته مالا على ما أتذكر. أنا أتالم من هذا المال وأريد أن أطهر نفسي ولكن كيف علما بأنني قمت بعمل سقف لمنزلي من رواتبي بعد اختلاطها بهذا المال أو بجزء منه وهناك بعض الاستثمارات في سوق الأسهم السعودي من الممكن أن يكون دخل عليها هذا المال، فهل أتصدق بهذه المبالغ في مصالح المسلمين، وكيف أحسب نسبتها إن زاد مالي، علما بأنني خسرت في سوق الأسهم الكثير فإن أخرجتها من مال سوق الأسهم فسوف تخرج ناقصة وبالتالي سوف آخذ خيار إخراجها كما هي أم آخذ سلعة من مواد البناء ولتكن الأغلي وأقارن سعرها على مبدأ القيمة السوقية أم ماذا، أرجو أن تفتوني وجزاكم الله عنا خيراً وأتمنى على الله يوم العرض إن سألني مالك من أين اكتسبته يكون من حلال وفيما أنفقته في حلال والحمد لله ويارب التوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبول ما أهداه لك ذلك الرجل محرم ويجب عليك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله تعالى، وذلك لأنه إما بسبب الغش الصريح وشهادة الزور التي قدمتها له من أجل احتياله على الآخرين بشكل مباشر، وإما بسبب الطمع في الكذب له مستقبلاً وتسهيل وسائل الغش والخداع له وتمكينه من الآخرين ليغشهم، فإذا أردت أن تطهر مالك وتبرئ ذمتك مما علق بها فلترد مثل ذلك المال الذي وصل إليك على من علمت أنه أخذ منه بمساعدتك أو بشهادة الزور الحاصلة منك إن كنت تعرفه وأمكن ذلك، وإلا فلتصرفه في مصارف الأموال العامة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 28968، والفتوى رقم: 3519.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني