السؤال
جدتي توفيت في البيت وتركت 24ساعة، وهذا كله من غير غسيل أو كفن، فقط بثيابها التي توفيت فيها، وفي اليوم الثاني وقبل الغسيل انتشرت الرائحة ولم يرد أحد أن يغسلها والسبب من الرائحة، إلا ابنتها الصغرى غسلتها وكفنتها، حتى أن وجهها بدأ يتغير إلى الأخضر أو الأزرق.
سؤالي هو: هل هذا الذي حصل لها هو من تأخير الدفن أو فيه شيء ثان، مع العلم أنها لم تترك الصلاة والصيام يوما، ولكي يطمئن قلبي.
افدوني أفادكم الله وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنما ذكر من تأخير تجهيز جنازة هذه المسلمة وتأخير دفنها حتى حصل لها التغير أمر محرم شرعا لما فيه من انتهاك حرمة الإنسان المسلم الذي كرمه الله تعالى وأوجب دفنه، كما أنه مخالف لما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الإسراع في تجهيز الجنائز ودفنها، ومناف أيضا لمراعاة حقوق الوالدين والإحسان إليهم بعد الموت، هذا إذا لم يكن لذلك التأخير سبب خارج عن الإرادة، أما ما ذكر من تغيير لون الوجه بعد التغير فالظاهر أنه بسبب التغير الذي نشأ عن التأخير، ولا يدل على شيء، وما دامت هذه المرأة كانت تؤدي صلاتها وصيامها وواجباتها فلن ترى إلا خيرا إن شاء الله، ثم إن على المسلم أن يكتم ما يرى من أحوال الموتى مما قد يظن الناس أنه علامة سوء، فقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي رافع مرفوعاً: من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعين كبيرة. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، ورواه الحاكم في المستدرك بلفظ: غفر له أربعين مرة. وقال: على شرط مسلم.
والله أعلم