السؤال
ما الأحكام المترتبة على المصاب بداء السكري؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فمرضى السكري أو البول السكري-عافانا الله وإياهم- هم أصحاب مرض مزمن ، وهذا المرض المزمن له تأثير على بعض العبادات ، لاسيما الصيام لأنه عبادة يمتنع فيها الصائم عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
ومريض السكر يحتاج إلى تناول كميات كبيرة من الماء على فترات متعددة ، وكذلك يحتاج إلى تناول كمية من الأكل موزعة على وجبات صغيرة ، والجفاف والجوع الشديد قد يسببان مضاعفات خطيرة لمريض السكر.
ومرضى السكر ينقسمون إلى ثلاث فئات حسب نوع العلاج الموصوف لهم:
الفئة الأولى: مرضى تسمح حالتهم بالسيطرة على المرض عن طريق تنظيم الوجبات الغذائية مع ممارسة الرياضة البدنية.
فهؤلاء عليهم أن يصوموا ، ولا خوف عليهم من ذلك ، لأن مرضهم من النوع الخفيف الذي لا يؤثر عليه الصيام.
الفئة الثانية: وهم المرضى الموصوف لهم بعض العقاقير ، مع برنامج الغذاء المحدد ليقل مستوى السكر في الدم.
وهم نوعان :
1-نوع يأخذ عقاقير السكر مرة واحدة في اليوم ، فهذا لا إشكال في صومه ، لأنه من الممكن أن يأخذها قبل الفجر مباشرة.
2-ونوع يتناول الحبوب مرتين أو ثلاث مرات يوميا ، و في هذه الحالة إذا أمكنه أن يأخذ الحبوب قبل الفجر ، وبعد الإفطار ، دون ضرر يلحقه فعليه أن يصوم ، وإن كان يضر به تأخير الحبوب فعليه أن يأخذها ويترك الصوم
الفئة الثالثة : وهم المرضى الذين يتعاطون حقن الأنسولين مرة أو مرتين أو أكثر في اليوم.
فإن كان يستغني بالحقن عن الحبوب ، ولا يلحقه مشقة بعد ذلك ، ولا يتأثر بصيامه ، فيصوم بقية يومه ، ولا يفطر بأخذه الحقنة.
وإن كان لا بد أن يتبع الحقنة بشرب ماء أو أكل طعام فعليه أن يفطر.
وحيث قلنا إن مريض السكر يفطر وأمكنه القضاء ، بعد رمضان لتحسن حالته وجب عليه القضاء.
وإن كان لا يمكنه القضاء لشدة المرض ، ولكونه من النوع الذي يلزم معه أن يأخذ حبوبا في مواعيد محددة خلال النهار ، أو يلزم معه أن يشرب ماء أو يأكل طعاما ، فعليه والحالة هكذا أن يطعم عن كل يوم مسكينا لقوله تعالى: ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) [البقرة: 184]
ولمريض السكري أن يطاف به محمولا ، وأن يوكل في الرمي عنه في الحج إذا كان يلحقه مشقة بذلك ، لأنه من الثابت أن الجهد الشديد لمريض السكر يؤثر عليه ، ويسبب مضاعفات المرض ، والله جل وعلا يقول : ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ) [المائدة: 6]
ويقول تعالى: ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) [الحج : 78 ]
وله أن يصلي جالسا إذا كان لا يقوى على الصلاة قائما.
وعلى المريض أن يتبع ما يقرره له الطبيب الثقة المسلم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني