السؤال
في البداية.. بارك الله فيكم على جهودكم المشكورة في خدمة الإسلام وأهله في إطلاق هذا الموقع الراقي وعلى زاوية الفتاوى التي هي من أقيم وأنفع ما يجد المرء على الإنترنت وغيره خصوصاً في هذا الزمان وقد عم الجهل واختلطت الأمور على العامة لكثرة الفساد ورواده والفتن ومروجيها، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فجزاكم الله خير ما جزى عباده وجعل ذلك في ميزان أعمالكم يوم تخف الموازين وتشيب رؤوس الناس من الهول وبعد.. الشيخ الفاضل سؤالي هو: هل أننا حقاً لا نثاب على أعمال لم نحتسب فيها الأجر والثواب وتضيع سدى، كأن ينصر الإنسان أخاه مثلاً من امرئ اغتابه فيرد عنه الغيبة ولم يكن قد احتسب أو أن يحتسب خطواته للمسجد بأن لكل خطوة درجة وتكفير سيئة وأجر حسنة، أو أن يكون للأعمال غير أجر فلا يعلم العامل أو يحتسب إلا أجراً واحداً فهل يخسر من الأجر كمن احتسب الأجر كله كمن نوى مثلاً بصدقته أن تكون إطفاء لغضب الرب وابتغاء أن يكون ممن يظلهم الله في ظله وشفاءً (داووا مرضاكم بالصدقة) ولنيل البر (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وبرهاناً (والصدقة برهان) أم أنه فقط ينال على قدر ما احتسب من هذه الأمور، فالمرء لا يخطر بباله أن يحتسب هذا كله لحظة يتصدق أو يسير للمسجد، أو قد يطرأ له عمل من أعمال الخير فيسارع إليه دون التفكير بما يترتب عليه من أجر ساعتئذٍ. فأنا أفهم من الحديث (وفي بضع أحدكم صدقة) أن الأجر واقع ولو بغير احتساب، أيضاً: الحديث (إن المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب) ربما يعني أن المرء قد يؤجر بغير نية في حصول الأجر. لكن هناك أحاديث تحض على الاحتساب (من صام رمضان إيماناً واحتساباً... الحديث) والصبر كثيراً ما يكون مرفقاً بالاحتساب.. وما الفرق بين الاحتساب والنية، وهل يجوز احتساب العمل بعد القيام به أم يضيع عليه، أفيدونا بارك الله فيكم فإن كان في عدم احتساب الأجر عدم قبول فقد فات من الأجر الشيء الكثير؟