السؤال
1) سؤالي أسري ، إن أبي وأمي يتشاجران إلى درجة الضرب ويكون السبب من أهل أمي أو لسبب آخر ويقول أبي عن والدتي كلاما بذيئاً ونابياً ويسب عائلتها ويتمادى إلى أن يمس بشرفها أو من أقوال العامية (الشوارعية) وأنا أحاول أن أتدخل لكن أتضارب مع أبي كلما تدخلت وهو يعيد هذه المشاكل بشكل دوري فإذا انتهينا من مشكلة انتقل لأخرى بشكل مفاجئ وما أكثر الألفاظ التي يقولها وهكذا على هذه الحالة ، بأمور متشعبة من 10 سنوات أو 5 سنوات أو على أشياء تافهة أو على كلمات قد قالتها أمي عليه منذ فترات مشاجرات مع أهلها على قطع أراضي لها حصة منها أو شجار على بيع شقة العيلة من فترة 10 سنوات وعلى هذه القصة إلى الآن ، أما آخر مشكلة هي أن أمي لم تضع الجلباب واللباس الشرعي على رأسها عندما جاءت خالتي وزوجها وما كان بعدها من خلاف ، فهل له حق في ضربها بعد ذلك أم الإسلام لم يأمر بهذا هناك عدة قضايا هامة في عنصر الأسرة التي هي أساس المرجعية الأولى للتربية الإيمانية ، فمثلا أمي تصلي ومرات لا ، أما أبي يصلي ولكن في البيت وأنا لا زلت أقطع في صلاتي أما أختي تصلي ولكن تقطع أيضا، بالنسبة لموقفي من هذه المشاكل أنا أحاول أن أهدئ الوضع لكن أتشاكل بمعنى الكلمة مع أبي وتصل إلى أن أفكر في أشياء من صنع الشيطان ، لكن أبقى متمالك نفسي مما أرى مضاربات ومشاحنات بينهما وكلاهما يحارب أقاربه خاصة أبي الذي طرد وأعاد مشاكل الماضي بعد 7 سنوات مع عماتي وهو لا يريد أن يسامحهم على بيعهم شقة العائلة بحجة أنهم شتتوا عائلتنا مع أن كلا أخذ حقه لكن لا أدري لماذا التباعد عن التسامح وماذا عن أدوات وقطع وفراش منزلي كان والدي قد وضعه عند بيت أخوالي بعد بيع الشقة وقد سافرنا إلى الأردن وبعد ذلك 4 سنوات عدنا فلما أراد أبي أن يرجعهم كان ينتظر أن يحضروهم هم وأنه لا يحضرهم بل عليهم هم لأنها أمانة ولا أدري إن كان محقاً لكن هذه نبذه عن الوضع وماذا يقول المفتي في ذلك وأرجو الإسراع في الرد.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
ضرب الأب من أعظم أنواع العقوق، وإذا رأيت أباك يسيء إلى أمك أو يضربها فلك أن تنصحه، ولا تتركه يضرب أمك إن كان ظالما لها، ولكن برفق ولين، وتركك الصلاة كفر أكبر إذا تركت جحودا أو كان تركها كسلا إذا كان تركها بالكلية عند بعض أهل العلم، وإذا لم يكن بالكلية فهو كبيرة من أكبر الكبائر، ولا يلزم أخوالك أن يوصلوا الأمانة التي لديهم إلى أبيك بل عليهم حفظها فقط، وعلى أبيك السعي لأخذ أمانته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت تعني بقولك: لكن أتضارب مع أبي أنك تضربه فهذا من العقوق بل هو من أشد أنواعه، وعليك أن تتقي الله تعالى، ولا تعد إلى ذلك مرة أخرى، وإنما عليك إذا كان أبوك يظلم أمك أو يسبها أو يطعنها في شرفها أن تنصحه برفق ولين، وتبين له بأدب أن ما يفعله حرام. وراجع لمزيد فائدة الفتويين التاليتين:53036، 65479.
واعلم أن ضرب الزوجة مباح إذا كانت ناشزا ولم يجد معها الوعظ والهجر، بحيث إن الزوج لم يجد سبيلا لإصلاحها إلا بضربها على أن يكون ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشين جارحة على أن تركه أولى على كل حال، وراجع الفتويين التاليتين:69، 22559.
وأما ترك الصلاة فإن كان حجودا فهو كفر مخرج من الملة، وإن كان تهاونا وكسلا فهو كذلك إن كان الترك لها بالكلية وإلا فهو كبيرة من أعظم الكبائر. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 25456، 41395، 677.
وأما الشقة العائلية التي باعتها عماتك.. فإن كن شركاء مع أبيك فيها وبعنها بإذنه فليس في حقه أن يقاطعهن لذلك، وإن كن بعنها بغير إذنه سواء كن شركاء معه فيها أو لم يكن لهن فيها نصيب فلا يجوز لهن ذلك لكن لا ينبغي أن يقاطعهن لذلك، لاسيما أن الذي يظهر أنه ارتضى الأمر بعد ذلك بدليل أخذه حصته في ثمن الشقة.
وأما بخصوص الأثاث الذي لأبيك وتركه أمانة لدى أخوالك فليس من حقه أن يطالبهم برده إليه، بل هو الذي يأخذها إن شاء، وهم ليسوا ملزمين بتوصيلها إليه، وإنما عليهم أن يعطوها وألا يخونوها.
والله أعلم.