الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدينة النحو وسكانها !!

مدينة النحو وسكانها !!

مدينة  النحو وسكانها !!

صدر حديثاً عن دار الابتكار بالدمام في المملكة العربية السعودية كتاب "مدينة النحو وسكانها" لمؤلفه المصطفى السالك بن الطالب الشنقيطي المقيم بالسعودية، يتكون الكتاب من خمسة فصول وخمس وقفات ومقدمة وتقريظين.

وقفة مع الغلاف
التصميم الفني للغلاف يتخذ شكل مدينة بها أحياء سكنية وضواح لسكان البادية وأصحاب النفوذ إضافة إلى مرافق عمومية مثل المسجد والمحكمة والبلدية ومقرات لنقابات المدينة، وتشق المدينة شوارع رئيسية أخذت أسماء أعلام النحو واللغة الأوائل أمثال سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي وابن هشام والكسائي، كما كتب فوق صورة المدينة تعريف بالتركيبة السكانية والقبلية لها إذ تسكنها ثلاث قبائل رئيسة هي: قبيلة الأسماء وقبيلة الأفعال وقبيلة الحروف.

منهج الكتاب
اعتمد المؤلف طريقة الرمز والتمثيل مشتغلاً على فاعلية العلاقة بين الدلالة اللغوية والاصطلاحية في عرضه لأساسيات أبواب النحو وتبيانه للروابط والعلاقات القائمة بينها بأسلوب يجمع كما قال المؤلف في المقدمة "بين غزارة المادة وطرافة القصة من خلال وحي التجربة ونور الممارسة".

فعندما تحدث المؤلف عن قبيلة الأسماء أراد أن يشير إلى أن الاسم في الأصل قابل لظهور جل علامات الإعراب عليه بالاستثناءات المعروفة قال(تنقلت هذه القبيلة بين الجبال "المرتفعة" والصحاري المستوية "المنتصبة" والأودية "المنخفضة") ويشير إلى الأسماء الممنوعة من الصرف وإلى الأسماء المبنية بقوله(ومع هذا فقد رفض بعض العوائل من هذه القبيلة التنقل والترحال واختارت الاستقرار في بعض أحياء المدينة مقتنعة بما فعلته قبيلة الحروف مقتدية بها رغبة فيما جنته هذه القبيلة من إيجابيات الاستقرار والثبات.

وقد أبدع المؤلف كثيرا في الفصل المتعلق بانتخابات المدينة لاختيار العمدة واستطاع ببراعة ظاهرة أن يصهر الخيال الفني والقاعدة النحوية والرسالة الأخلاقية في نمط أدبي فريد.

فقد ترشح للمنصب أربعة هم: الرفع والنصب والخفض والجزم، وعرض كل واحد منهم برنامجه الانتخابي.

ـ المرشح الأول: رأى ضرورة "رفع" المستوى الثقافي لأبناء المدينة وأكد أن الإيمان والمعرفة لابد أن "يضم" إليهما العمل والتطبيق.

ـ المرشح الثاني: رأى خطورة "نصب" النصابين واحتيال المحتالين وسرقة الممتلكات العامة وتحدث عن أهمية "فتح" الباب أمام الدعاة والمصلحين ليبصروا الناس بدينهم.

ـ المرشح الثالث: قال إن "كسر" إرادة الأخيار أمر لا ينبغي وأن محاولة "خفض" مكانتهم والتقليل من شأنهم "يجر" في النهاية إلى سيطرة الأشرار.

ـ المرشح الرابع: أكد أن "السكون" والاستقرار لمجتمعاتنا المسلمة أمر ضروري وأساسي، وتعهد في خطابه بقطع و"جزم" أي وسيلة تؤدي إلى البلبلة والفوضى.

رسالة الكتاب
يهدف المؤلف من خلال طريقة العرض الأدبي الرمزي هذه حسب ما قال في مقدمة الكتاب إلى "تبسيط النحو وتقريبه إلى أذهان شرائح متعددة من الأمة لا تفهمه في الغالب إلا إذا قدم لها بلغة عصرها وثقافة وقتها"، كما يهدف إلى إدخال عنصر الطرافة ودفع الملل عن دارس النحو ليفهم ما وراء القصة ويستوعب ما تلمح له الطرفة.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة