تبوأ البحث في تأويل النص القرآني موضع الصدارة، حيث أثيرت تساؤلات حول منهج التعامل معه، والنظر فيه، والمقدمات المعرفية والمنهجية المسعفة في فهمه وقراءته قراءة تأويلية جديدة.
وقد ظهرت في الثقافة العربية والإسلامية المعاصرة، العديد من أضرب التأويلية الجديدة، التي اجتهدت في تطبيق بعض مبادئ اللسانيات، ومنهجيات التأويل على النص القرآني؛ غير أن هذه القراءات لم تخلُ من مزالق نظرية وأخطاء منهجية، كما أثارت العديد من الانتقادات والاعتراضات من لدن المشتغلين بالعلوم الإسلامية، ما بات يستدعي رصدها وتتبعها، والقيام في شأنها بمراجعات فكرية رصينة، ودراسات علمية متأنية، وقراءات نقدية لأسسها النظرية، وما يتصل بها من الأنساق المفاهيمية، والأطر المرجعية، والنواظم المنهجية.
وقد حاول الدكتور عبد الرحمن بودرع من خلال كتابه (الخطاب القرآني ومناهج التأويل: نحو دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة) أن يجيب عن بعض الأسئلة المثارة في ميدان التأويلات المعاصرة للقرآن الكريم إجابة نقدية، تسعى إلى البرهنة على أن التأويلات الحداثية الحديثة، لم تُؤْتَ من جهة الممارسة الفلسفية ذاتها، وإنما أُتيت من جهة إخراج النص القرآني من سياقه ومقاصده الكبرى. ويقوم هذا النقد على وضع التأويل في مجاله التداولي السليم، وفي سياق مقاصده الصحيحة؛ لإنتاج تأويل متماسك، وقراءة سليمة، تصحح المفاهيم التأويلية الوافدة.
كما لم يغفل البحث مسألة التأويل عند العلماء المسلمين، وموقفهم من التأويل والتأويلية، مع اقتراح منهج للقراءة والتأويل، بيَّن فيه الباحث بعض خصائص البيان القرآني في مخاطبة الإنسان، كما بيَّن أن فقه البيان العربي، ودلالة اللفظ على المعنى، من صميم فقه معاني القرآن؛ ومن هذه الخصائص صفة الجمع والكلية في العبارة القرآنية، والحكمة من البحث في النص القرآني عن الكليات، وعن الوجوه والنظائر، وانسجام النص القرآني، وتماسك بنائه. كما بين الباحث، أن من خصائص تفرُّد البيان القرآني وإعجازه كونه رسالة عالمية شاملة بلسان خاص، وأن الخطاب القرآني لا يُفهَمُ حق الفهم، ولا يؤول التأويل الصحيح، إلا بعرض الآيات على السياق.
وجاءت موضوعات الكتاب وفق التالي:
مقدمة
الفصل الأول: نحو دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة.
المبحث الأول: القراءات التفسيرية: تطور حركة التفسير.
المبحث الثاني: النص القرآني كتاب الزمن كله، والمكان كله، والمفسر ابن عصره.
المبحث الثالث: الخطاب القرآني والمناهج الاجتماعية.
المبحث الرابع: الخطاب القرآني وفلسفة التاريخ.
المبحث الخامس: الخطاب القرآني واللسانيات والتأويلية والأنثروبولوجيا وتاريخية النص: عرض وتحليل. (تأويل النص القرآني بادعاء وجود فراغات)
المبحث السادس: مصادر التأويلية وآليات التأويل.
المبحث السابع: هل هناك تأويل حداثي للقرآن؟ (نماذج من المؤوِّلة الجدد)
المبحث الثامن: محاولات تأويلية جادة.
أولاً: القراءة التدبرية.
ثانياً: القراءة التناسبية.
ثالثاً: القراءة البنائية: التأويل البنائي المتكامل، أو الوحدة البنائية للقرآن الكريم.
رابعاً: القراءة الحجاجية: التأويل الحجاجي، أو البعد الحجاجي في الخطاب القرآني.
خامساً: القراءة التساندية وآليات التأويل.
سادساً: القراءة الحداثية المبدعة، وتصحيح مذاهب المؤوِّلة الجدد.
المبحث التاسع: النص القرآني ومسألة التأويل عند العلماء.
أولاً: موقف العلماء من التأويل والتأويلية.
ثانياً: مقاصد الشرع المستنبطة من النص مقياس لفهم النص.
ثالثاً: القرآن والشعر والإعجاز.
الفصل الثاني: مقتضيات ولوج باب التأويل - قراءة في البناء النصي للقرآن الكريم.
المبحث الأول: من خصائص البيان القرآني في مخاطبة الإنسان.
أولاً: البيان.
ثانياً: البيان القرآني.
المبحث الثاني: من صميم فقه معاني القرآن: فقه البيان العربي، ودلالة اللفظ على المعنى.
المبحث الثالث: من خصائص لغة القرآن الكريم البيانية.
* خصائص بيانية عامة.
* صفة الجمع والكلية في العبارة القرآنية.
المبحث الرابع: الحكمة من البحث في النص القرآني عن الكليات، وعن الوجوه والنظائر.
المبحث الخامس: انسجام النص القرآني وتماسك بنائه.
المبحث السادس: من خصائص تفرد البيان القرآني وإعجازه: رسالة عالمية شاملة بلسان خاص.
المبحث السابع: الخطاب القرآني ومنهج السياق.
خاتمة.
صدر الكتاب ضمن منشورات مركز الدراسات القرآنية، بالرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، سلسلة دراسات قرآنية (1)، الطبعة الأولى، 1434هـ/2013م، في مجلد متوسط يتكون من (269) صفحة.
* مادة المقال مستفادة من موقع (مركز الدراسات القرآنية) بتصرف.
- الكاتب:
إسلام ويب - التصنيف:
كتب قرآنية معاصرة