المسألة الحادية والعشرون : التخصيص بالحس
فإذا ورد الشرع بعموم يشهد الحس باختصاصه ببعض ما اشتمل عليه العموم ، كان ذلك مخصصا للعموم ، قالوا : ومنه قوله تعالى وأوتيت من كل شيء مع أنها لم تؤت بعض الأشياء ، التي من جملتها ما كان في يد سليمان ، وكذلك قوله تدمر كل شيء بأمر ربها ، وقوله يجبى إليه ثمرات كل شيء .
قال الزركشي : وفي عد هذا نظر ; لأنه من العام الذي أريد به الخصوص ، وهو خصوص ما أوتيته هذه ، ودمرته الريح ، لا من العام المخصوص .
قال : ولم يحكوا الخلاف السابق في التخصيص بالعقل ، وينبغي طرده .
ونازع العبدري في تفريقهم بين دليل الحس ، ودليل العقل ; لأن أصل العلوم كلها الحس .
ولا يخفاك أن ما ذكره الزركشي في دليل الحس يلزمه مثله في دليل العقل ، فيقال [ ص: 447 ] له : إن قوله تعالى الله خالق كل شيء وقوله ولله على الناس حج البيت من العام الذي أريد به الخصوص ، لا من العام المخصوص ، وإلا فما الفرق بين شهادة العقل وشهادة الحس .