الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الأسير يكره على شرب الخمر وغير ذلك

                                                                                                                                                                              واختلفوا في الأسير يكره على شرب الخمر: فكرهت طائفة شرب الخمر وقالت: إنما التقية باللسان لا بالعمل. هذا مذهب عبد الله بن المبارك، والأوزاعي ، وأحمد بن حنبل ، وذكر أحمد قول ابن عباس : إنما التقية في القول وليس في العمل . [ ص: 418 ]

                                                                                                                                                                              فممن كره شرب الخمر للأسرى: الأوزاعي ، وكان مكحول والحارث العكلي يقولان: إذا اضطر إلى الخمر فلا يشربها فإنها لا تزيده إلا عطشا .

                                                                                                                                                                              وقال معمر : ليس في الخمر رخصة .

                                                                                                                                                                              6348 - حدثنا أبو سعيد ، حدثنا سويد قال: أخبرنا عبد الله ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبيه، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود قال: ما من كلام أدرأ به عني سوطا أو سوطين عند ذي سلطان إلا كنت متكلما به .

                                                                                                                                                                              وكان الشافعي يقول: وأكره له - يعني الأسير - أن يشرب الخمر، لأنها تمنعه الصلاة ومعرفة الله إذا سكر، ولا يتبين لي أن ذلك يحرم عليه إذا وضع عنه الشرك بالكره وضع عنه ما دون ذلك مما لا يضر أحدا، وإذا أكرهوه على أن يقتل مسلما لم يكن له أن يفعله .

                                                                                                                                                                              وكان سفيان الثوري يقول في شرب الخمر: لا أرى بأسا إذا اضطر إليها .

                                                                                                                                                                              وقال سعيد بن جبير : إذا خرج في سبيل الله فاضطر إلى الخمر شرب، وقال مسروق : من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فلم يأكل ولم يشرب حتى يموت دخل النار . [ ص: 419 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية