ذكر (...) القاضي معه بعض أهل العلم
روينا عن شريح أنه رئي يقضي وعنده وأشياخ نحوه يجالسونه على القضاء. وذكر أبو عمرو الشيباني عن أبيه قال: رأيت عبد الله بن إدريس، وحمادا محارب بن دثار والحكم ، وأحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ينظر إلى الحكم مرة وإلى حماد مرة، والخصوم بين يديه .
وقال : قال الأعمش القاسم : اجلس إلي. وهو يقضي بين الناس . [ ص: 519 ]
وكان يقول: الشافعي وعاقلا يعرف القياس، وما يحرف الكلام ووجوهه، ولا يكون هذا في رجل حتى يكون عالما بلسان العرب، ولا يشاوره إذا كان هذا مجتمعا فيه حتى يكون مأمونا في دينه لا يقصد إلا قصد الحق عنده، ولا يقبل ممن كان هذا عنده شيئا أشار به عليه على حال حتى يخبره أنه أشار به من خبر يلزم، وذلك كتاب أو سنة أو إجماع أو من قياس على وجه هذا، ولا يقبل منه وإن قال هذا له حتى يعقل منه ما عقل فيقفه عليه فيعرف منه معرفته، ولا يقبله منه وإن عرفه هكذا حتى يسأل هل له وجه يحتمل غير الذي قال؟ فإن لم يكن له وجه يحتمل غير الذي قال، أو كانت سنة فلم يختلف في روايتها قبله . أحب للقاضي أن يشاور، ولا يشاور في أمره إلا عالما بكتاب وسنة وآثار وأقاويل الناس،
وقال أصحاب الرأي: فإن كان قعدوا عنده، فإن دخله خصم في جلوسهم عنده أو أشغله ذلك عن شيء من أمر المسلمين جلس وحده . خير للقاضي أن يجلس عنده علماء من أهل الفقه وأهل الصلاح